بسبب الأستاذ أبي القاسم القشيري، وقدم نيسابور وصار من مريديه، ثم جاور بمكة مدة، وكان يروض نفسه ويواصل بين الصيام، وتقرب إليه نظام الملك الوزير، وسكن بالآخرة قصبة طريثيث، وولد أبو سعد هذا بها.
وكان شيخنا أبو سعد إمامًا، مفتيًا، مناظرًا، مفسرًا، أصوليًا، واعظًا، حسن السمت، والسيرة، جميل الظاهر والباطن.
تفقه على الإمامين؛ أحمد الخوافي، وأبي حامد الغزالي، وبرع في الفقه والمناظرة، وصار أنظر الخراسانيين في عصره، وصنف التصانيف في الخلاف، وتكاثر الفقهاء لديه، وتخرجوا عليه.
سمع أبا علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي، وأبا حامد أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس الحذاء، وأبا عبد الله محمد بن محمود الرشيدي، وأبا عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وغيرهم.
وما سمع من الحديث إلا اليسير؛ لاشتغاله بالفقه، كتبت عنه شيئًا يسيرًا سنه ثلاثين، وسنه سبع وثلاثين، وكانت ولادته في سنة ست وسبعين وأربع مائة بطريثيث.
وقتل بنيسابور في جامعها الجديد في الحادي عشر من شوال، سنة تسع، وأربعين وخمس مائة.
ورزق سعادة الشهادة، قتله الغز وقت الإغارة على نيسابور، ورأيته في المنام ليلة