وكان حميد السيرة في ولايته، وقورًا، ساكنًا، مهيبًا، حسن الطريقة، مشتغلًا بالعبادة، لزم الجامع القديم بنيسابور، وكان أكثر أوقاته معتكفًا فيه.
سمع أباه أبا سعيد القاضي، وجده أبا نصر القاضي، وأبا بكر أحمد بن علي الشيرازي، وأبا المظفر موسى بن عمران الأنصاري، وأبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، وغيرهم.
لقيته أولًا بمرو سنة عشرين وخمس مائة في وزارة محمود بن أبي توبة الوزير وحضر مناظرتنا بالجامع الأقدم، وتكلم في مسألة استيلاء الكفار، ولم أسمع منه شيئًا في هذه النوبة.
ثم لقيته غير مرة بنيسابور في سنة ثلاثين ولم أسمع منه شيئًا.
ثم انصرفت من العراق سنة سبع وثلاثين، وقرأت عليه شيئًا يسيرًا بجهد؛ لأنه كان يمتنع من التحديث، ثم لما رحلت بابني أبي المظفر إلى نيسابور في سنة أربع وأربعين قرأت عليه جزءًا من فوائد السيد أبي الحسن العلوي، بجهد بنيسابور، بروايته عن موسى بن عمران، عنه.
وقد علينا مرو سنة اثنتين وخمسين منصرفًا من ترمذ، ونزل الجامع.
وقرأت عليه الجزء الأول من تاريخ نيسابور بروايته عن موسى بن عمران، عن مصنفه الحاكم أبي عبد الله.
وكانت ولادته في جمادى الأولى، سنة خمس وسبعين وأربع مائة بنيسابور.
وتوفي بها في شهر ربيع الآخر، سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة، ودفن في مقبرتهم بسكة الحظيرة.
شيخ آخر: هو الأمير أبو سعد، منصور بن محمد بن أحمد بن محمد بن