ثم قدم مرو، وتلمذ لجدي رحمه الله وعلق عليه الخلاف.
وكان حاد الخاطر، حسن المحاورة، كثير المحفوظ، ذا رأي وشهامة، وإصابة في التدبير، وكان الأكابر يصادقونه ويستضيئون برأيه ويزورونه.
سمع الحديث الكثير، وحدث بالكتب الكبار.
سمع بمرو الروذ: أبا عبد الله محمد بن محمد بن محمد العلاء البغوي، وأبا جعفر أحمد بن أبي أحمد بن متويه المقرئ المرو الروذي، وبالدِّزَقِ العليا: أبا بكر محمد بن أحمد بن علي القاضي الدِّزَقِيَّ، وببنج ديه: أبا منصور المظفر بن منصور الرازي، وبمرو: جدي الإمام أبا المظفر منصور بن محمد السمعاني، وأبا القاسم إسماعيل بن محمد الزاهري، وأبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ الأصبهاني، وغيرهم.
سمعت منه الكثير، وكان والدي رحمه الله لما توفي فوض النظر في مصالحي وأخي إليه، وجعله وصيا، فأحسن القيام بالوصاية، وضبط أمورنا أحسن ضبط، وكان إذا دخل مدرستنا لا يشرب الماء من دارنا، ويحتاط في ذلك.
والله تعالى يجزيه عنا أحسن الجزاء، ويرحمه ويغفر له.
لقنني الفرائض، وتعلمت منه المقدرات، وعلقت عنه المذهب كتاب الطهارة، ثم