من أولاد القاضي أبو يوسف، وله بيت مشهور بالعراق، سافر إلى غزنة، وبلاد الهند، وأقام بها مدة، وصحب الأئمة الكبار، وحظى عندهم، ورد مرو، وكان يختلف إلى القاضي السديد، ثم سكن خانقاه أبي بكر الواسطي مدة مديدة، وتأهل بها، وكان الناس يتبركون به، ويتناوبونه، ويختلفون إليه، وكنت كثير الزيارة له، أجد راحة لمجالسته ومقارضته.
وذكر أن مولده بقرية من قرى دماوند، يقال لها: ياوك في حدود سنة تسعين وأربع مائة.
وتوفي في مرو عصر يوم الثلاثاء الثالث عشر من شهر رمضان سنة ست وخمسين وخمس مائة، ودفن من الغد.
الرواية:
أنشدني أبو المكارم العراقي إملاء لنفسه:
عجبت لمن يمشي خليعا عذاره ... وقد لاح كالصبح المنير عذاره
نثار عذاري كان مسكا وعنبرا ... فقد صار كافور المشيب نثاره