للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجزءًا خرجه له أبو علي ابن الوزير الدمشقي الحافظ.

وغير ذلك من الأجزاء المنثورة.

وكان يحبني ويقدمني على ولده أبي منصور، ولما عزمت على الخروج من نيسابور إلى العراق كتب إلي كتابًا بخط يده يسألني فيه الرجوع إلى الوطن، وذكر فيه: إنك إن لم ترجع في هذا الوقت ربما لا تلحقني فيما بعد.

فكان كما ذكر، وكتب فيه: يذكر ضعفه وسقوط قوته، واقتراب أجله، وأنشد:

وتحسبني حيًا وإني لميت ... وبعض من الهجران يبكي على بعض

وكانت ولادته في سنة ثمان وستين وأربع مائة، واتفق أن امرأة بعض الأمراء الأتراك أودعت عند زوجته وديعة نفيسة، فدخل جماعة من السراق داره وكان نائمًا، فخنقوه حتى مات، رحمة الله عليه، وما عرف أحد من أهل الدار ذلك، فلما أصبحوا قالت الجارية لزوجته: إن الشيخ ما قام الليلة للتهجد وصلاة الليل، فقالت: ولم ذلك؟ ، قالت: لأني أرى الماء الذي وضعته لطهوره بحاله، فدخلت الزوجة فرأته وقد سقط من السرير ميتًا، وكان ذلك ليلة الاثنين غرة جمادى الأولى من سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة، وصلى عليه الإمام إبراهيم

<<  <   >  >>