تستعر بينه وبين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، حروب وقتال، قال معاوية: كنت ليلة الهرير لما بارز علي بن أبي طالب بنفسه للقتال، وقتل بيده من عسكري من بهم الرجال نيفًا وتسع مائة من الأبطال، يحصدهم حصدًا، ويقدهم قدًا، وضاق بي النطاق، وجف البصاق، هممت بأحد أمرين: إما أن أنجاز إلى موقف عبد الله بن عباس، وأسأله أن يأخذ لي الأمان من علي، ويأذن لي في المقام بمكة، وإما أن ألحق ببعض جزائر الروم، وأستأمن إلى قيصر، فتذكرت بيتين من الشعر، فصبرت وثبت حتى كان ما كان وهما:
أبت لي عفتي وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي
قال الأديب المرندي: وأما حق الدماء، فما حكاه لي والدي، قال: حكى أستاذي محمد بن حداد الحصني، قال: لما أقبل عبد الملك بن مروان على قتل الخوارج، وطلبهم تحت المدارج والمعارج، وظفر بشبيب وأصحابه جلس، وكان يقدم إليه الخوارج واحدًا