وأبو خلف هذا كان حسن السيرة عارفا بالأدب، واعظا مليح الوعظ، كثير المحفوظ، وكان مجلسه كثير النكت والفوائد، صار خطيب نيسابور مدة النيابة عن والده أبي الأسعد، وبالأصالة بعد وفاة أبيه.
وكان ضرير البصر، أضر على كبر سنه.
سمع: أعمام والده أبا نصر عبد الرحيم، وأبا الفتح عبيد الله، وأبا المظفر عبد المنعم أولاد الأستاذ أبي القاسم القشيري، وأبا سعد علي بن عبد الله بن الحسن بن أبي صادق الحيري، وأبا القاسم إسماعيل بن الحسين الفرائضي، وغيرهم.
سمعت منه شيئا يسيرا بنيسابور، ثم قدم علينا مرو سنة اثنتين وخمسين، وسمعت منه أيضًا، وقال لي: إنما كنت بأبي خلف بمعنى أنا خلف ذاك الذي مات.
وكانت ولادته بنيسابور في السابع عشر من المحرم من سنة أربع وتسعين وأربع مائة.
ووفاته في العاشر من المحرم، سنة تسع وخمسين وخمس مائة بنسا.