يرنو بلحظ عاشق ممدع الطل بكى ... والورد من سكرته على الغصون متكى
يمسك أذيال الصبا بكفه الممسك ... كوجنة العذراء إن قلت لها هيت لكي
والنهر في يد النسيم كالقبا المفرك ... وللغصون حوله دلائل المنهمك
ألقت شباك الظل فاصطادت لخيل السمك ... والاقحوان ضاحك بمبسم لم يضحك
والياسمين عرفه الفض له عرف زكي ... والطير في مغرد وواله مرتبك
في روضة كأنها وصف الأمير المنجكي ... من حار في أوصافه كل لبيب وذكي
بحر وفيه بالثنا الثنا كالفلك ... ترى العيون عنده البحار مثل البرك
وفكره أهدى لنا وشى بلاد اليزبك ... من كل بيت يحتوي ابنة كسرى الملك
له أكف مسكت مسنه غير ممسك ... تفتك في أمواله فتك المهافي النسك
مشت به لاهية من عقدها المفكك ... فالدرّ ملأ مسمعي فيه وملأ الحنك
ملكت رقي سيدي أفديك من مملك ... لك المعالي وعلى الفضل ضمان الدرك
وقوله يمدح بعض أكابر عصره
إلى م انتظاري للوصال ولا وصل ... وحتى م لا تدنو إليّ ولا أسلو
وبين ضلوعي زفرة لو تبوّأت ... فؤادك ما أيقنت أن الهوى سهل
جميلاً بصب زاره النائي صبوة ... ورفقاً بقلب مسه بعدك الخبل
إذا طرفت منك العيون بنظرة ... فأيسر شيء عند عاشقك القتل
أمنعمة بالزورة الظبية التي ... بخلخالها حلم وفي قرطها جهل
ومن كل ما جردتها من ثيابها ... كساها ثياباً غيرها الفاحم الخبل
سقى المزن أقواماً بوعساء رامة ... لقد طلعت بيني وبينهم السبل
وحى زماناً كلما جئت طارقاً ... سليمي أجابتني إلى وصلها جمل
تود ولا أصبو وتوفي ولا أفي ... وانائي ولا تنائى وأسلو ولا تسلو
إذا الغصن غصن والشباب بمائه ... وجيد الرضى من كل ناتئة عطل
ومن خشية النار التي فرق وجنتي ... تقاصر أن يدنو بعارضي النمل
بروحي من ودعتها ومدامعي ... كسمط جمان جن من سمطه الجبل
كان قلاص المالكية نوخت ... على مدمعي فارفضّ من مدره الابل
وما ضربت تلك الخيام بعالج ... لقصد سوى أن لا يصاحبني العقل
وجدب كان العيس فيه إذا خطو ... تسابق ظلاً أو يسابقها الظل
يسمن بنا الانضاء حتى كأننا ... جياد رحى أو أرضنا معنا قفل
إذا عرضت لي من بلاد مذلة ... فأيسر شيء عندي الوخد والرحل
وليس اعتساف البيد عن مربع الأذى ... بذل ولكن المقام هو الذل
وما أنا ممن إن جهلت خلاله ... أقامت به القامات والأعين النجل
وكل رياض جئتها لي مرتع ... وكل أناس أكرموني هم الأهل
ولي باعتمادي أبلج الوجه راشد ... عن الشغل في آثار هذا الورى شفل
همام رست للمجد في جنب عزمه ... جبال جبال المجد في جنبها سهل
وليث هياج ماعيين جفونه ... من الكحل إلا والعجاج لها كحل
يقوم مقام الجيش إن غاب جيشه ... ويغمد حد النصل إن غمد النصل
زكت شرفاً أعراقه وفروعه ... وطابت لنا منه الفضائل والفعل
إذا لم يكن فعل الأمير كأصله ... كريماً فما تغنى المناسب والأصل
من النفر الغر الذين تأنفوا ... مدا الدهر أن يأتي ديارهم النجل
كرام إذا راموا فطام وليدهم ... عن الثدي خطوا النجل فانفطم الطفل