ليوث إذا صالوا عيوث إذا هموا ... بحور إذا جادوا سيوف إذا سلوا
وإن خطبوا مجداً فإن سيوفهم ... مهور وأطراف القنا لهم رسل
إذا قلوا تناىء العلا حيث ما نأوا ... وإن نزلا حلّ الندى أين ما حلوا
توالت على كسب الثناء طباعهم ... فأعراضهم حرم وأموالهم حل
أمولاي أن تمضي فغيض سما العدا ... وقامت قناة الدين وانتشر العقل
وإن يك قد أفضى الزمان بسالم ... فإنك روض الوبل إن ذهب الوبل
إليك ارتمت فينا قلوص كأنها ... قسّى بأسفار كأنهم نبل
وما زجر الانضاء سوطي وإنما ... إليك بلا سوق تساوفت الابل
وكل لحاظ لست انسانها قذى ... وكل بلاد لست صيبها محل
وقوله من قصيدة
من رام يعبث بالخدود ... فدونها خرط القتاد
وحذار مخضوب البنا ... ن إذا تمكن من فؤاد
فامسح بأذيال الصبا ... عن ملقتيك صدى الرقاد
هل هذه بكر الربى ... أم هذه غرر الرشاد
وانهض لكسب جديد عم ... ر من بكورك مستفاد
واقنع بظلك أو بظل ... الروض عن ظل العباد
ما راج من طلب المعيشة ... بين اخوان الكساد
لا يعجبنك لين من ... أبصرته سهل القياد
وأبيك ما لانت لغير ... الطعن ألسنة الصعاد
لا تشتهي وجع الفؤاد ... مضى زمان الاتحاد
وقوله من أخرى
أنا والحاصل طرزي ... في الهوى مثلي غريب
حسراتي هي دمعي ... ولها قلبي قليب
ليس لي مال ولكن ... ذهب قولي صبيب
من بني الجنس ولكني ... مع الغزلان ذيب
كل يوم لي صلاح ... بخلاعاتي مشوب
ومتى أمكنت الفرص ... ة أجني وأتوب
في الهوى صح اجتهادي ... فأنا المخطي المصيب
هذه حالتي وأحوا ... ل بني العشق ضروب
وقوله من أخرى
أطلق لساني واسمع عجائبه ... إن كنت ممن يهزه الطرب
أنا امرؤ صنعتي التغزل والم ... دح وقنى الانشاء والخطب
تلقى المعاني إلى زهرتها ... فاجتنيها والغير يحتطب
وكم بيوت ملأتها حماً ... وهن إن شئت خرد عرب
أسوغ من جرعة الزلال على ... القلب وفي خلق ساعدي لهب
وربما ملت للمجون فما عذب ... رضاب الظباء ما الضرب
أحل سحر البيان في ذهب ... القول فأسبى به فاحتابسو
وقوله
إن الكوكب السيار في كل بلدة ... تراعيه أعيان العلى وتجله
تطوف على سمع البلاد قصائدي ... ويخدمني سهل الكلام وجزله
وقوله
توهمت إذ مرت بنا الغيد بكرة ... تلهب خال في لظى خد أغيد
ورددت طرفي ثانياً فرأيته ... فؤادي الذي قد ضاع في الحب من يدي
تنبيه لمحت بقولي في أول الترجمة فما أشعار عبد بني الحسحاس إلى قوله
أشعار عبد بني الحسحاس قمن له ... يوم الفخار مقام التبر والورق
إن كنت عبداً فنفسي حرة كرماً ... أو أسود اللوم إني أبيض الخلق
وعبد بني الحسحاس هذا اسمه سحيم وقيل حية والأول أشهر كان عبداً أسود نوبياً أعجمياً مطبوعاً في الشعر اشتراه بنو الحسحاس فنسب إليهم وهم بطن من بني أسد وقد أدرك النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ويقال إنه تمثل بكلمة من شعره غير موزونة وهي كفى بالاسلام والشيب للمرء ناهياً فقال له أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه يا رسول الله إنما قال الشاعر كفى الشيب والاسلام للمرء ناهياً فجعل لا يطيقه فقال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أشهد أنك رسول الله وما علمناه الشعر وما ينبغي له ويقال أنه أنشد عمر رضي الله تعالى عنه قوله