للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما أنس لا أنسي خيالاً سرى ... يسترشد الشوق إلى مضجعي

حسبت بدر التم قد زارني ... فبت لا أقفو سوى المطلع

أسأل عنه الشوق لو يرعوي ... وأنشد البين به لويعى

آليت والدار لها حرمة ... لا أسأل الدار وصبري معى

كان دمى حجراً على حاجر ... فلم اباحته مهى الأجرع

علالة كان وقوفي بها ... أبغي شفاء القلب من الموجع

وقال

يا نسيم الصبا ويا عذب الر ... يحان هبي عليّ وانتفضى

خبريني عن اللوا خبراً ... إن ذكر الديار من غرضى

لأقضي من اللوى وطراً ... ليس يدري الوشاة كيف قضى

ما لبرق تجاه كاظمة ... هب من نحوهم ولم يمض

وبدور طلعن من اضم ... لم تضى في العيقق أين تضى

لست أرضي بصاحب بدلاً ... فاسألا من صحبت كيف رضى

صدقوا ليس عنهم عوض ... وجميع الورى لهم عوضى

وقالوا

راضتك أصعب ما يكون قياداً ... وسلتك أهلع ما يكون فؤادا

لانت حصاتك في يدي متعطرس ... أحنى عليك مع الهوى أوكادا

آلت عليك وفي اليتها الهوى ... إذ لا تمزح طيفها إن عادا

مرت تلاعب ظلها وتكاد من ... فرط النشاة تلاعب الأردا

طارت بلبك حيث طار بها الهوى ... ورقاء قطع نوحها الأكبادا

غنتك أحوج ما تكون إلى البكا ... هل تحسنين لواجد اسعادا

ما أنصف الطيف الذي جلب ال ... هوى عراك عزّاً بالغرام فرادا

غن الذي روى الجفون من الكرى ... أهدى إليك مع الخيال سهادا

ما راب عينك من تلوّن لمة ... لبست على فقد الشباب حدادا

كذب العذول والعذرا صعب مركباً ... لأناس إن نقص العذول وزادا

ومهون للوجد عندي قال لي ... والعيس تقدح للفراق زنادا

أفنيت دمعك في البكاء وما حدوا ... عيساً ولا شدوا لهم اقتادا

لا يكذبن لقد رأيت مطيهم ... بالأمس تنقض في الفلا أجسادا

خفض عليك من الملام فإنني ... عودت قلبي حبهم فاعتادا

وقال

شرق على حكم النوى أو غرب ... ما أنت أول ناشب في مخلب

في كل يوم أنت نهب محاسن ... أو ذاهب في أثر برق خلب

متألف في الجو بين مشرق ... غص الفضاء به وبين مغرب

يبكي ويضحك والرياض بواسم ... ضحك المشيب على عذار الأشيب

أزعمت أن الذل ضربة لازب ... فنشبت في مخلاب باز أشهب

لعبت بلبك كيف شاءلها الهوى ... مقل متى جد النواظر تلعب

زعمت عثيمة قد قلبك قد صبا ... من لي بقلب مثل قلبك قلب

قد كنت آمل أن تموت صبابتي ... حتى نظرت إليك يا ابنة يعرب

فطربت ما لم تطربي ورغبت ما ... لم ترغبي وذهبت ما لم تذهبي

ولقد دلفت إليهم في فتية ... ركبوا من الأخطار أصعب مركب

جعلوا العيون على القلوب طليعة ... ورموا القفار بكل حرف دغلب

ترمي الفجاج وقلبها متصوب ... في البيد اثر البارق المتصوب

هوجاء ما نفضت بداً من سبسب ... إلا وقد غمست يداً في سبسب

تسري وقلب البرق يخفق غيرة ... منها وعين الشمس لم تتنقب

تطفو وترسب في السراب كأنها ... فلك يشق عباب بحر زعزب

تغلى بنا في البيد ناصية الفلا ... حتى دفعت إلى عقيلة ربرب

وأتتك تخلط نفسه بلذاتها ... والحسن يظهرها ظهور الكوكب

كفريدة في غبغب أو شادن ... في ربرب أو فارس في موكب

<<  <   >  >>