للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تمشي فتعثر في فضول ردائها ... بحياء بكر لا بنشطة ثيب

وقال

يا ضماني على الغصون الملد ... أين شرطى على الربيع ووعدي

طال عمر النوى لطول الليالي ... ونسيت الهوى لبعد العهد

يا نديمي وأين منى نديمي ... لحدود مبرقعات بورد

ومدام كأنما اعتصروها ... من جنى الورد أو خدود المرد

هي قبل المزاج في لون خد ... يك وبعد المزاج في لون خدي

في ضمير الوفى نروح ونغدو ... عن وداد لم نقذه بتكدّ

يا لها خطة تسوء الأعادي ... وتسر الهوى بأخذ وردّ

مجلس غاب حاسدوه فبات اله ... مّ عند العدى وخلي عندي

وغزال ولا كطيف خيال ... بت أرعاه والكواكب تحدي

سل خيط الكرى من العين وانصا ... ع يماشي المها بظل السعد

بعثت طيفها إلي وأخرى الش ... وق في قلبها وأولاه عندي

يوم قالت لتربها ليت شعري ... كيف حال الشامي يا مي بعدي

إن بي فوق ما به من هواه ... غير أني أخفى هواه يبدي

ما درت إنني وإن طال وجدي ... في هواها نسيج وحدي وحدي

وقال من أخرى

هاتها هاتها سبية حول ... قد توانت ولات حين توان

كسقيط الندى على وجنات الو ... رد أو كالدموع في الأجفان

في يدي شادن رقيق الحواشي ... فوق خديه وردة كالدهان

هي في خده سبيك نضار ... وبفيه عصارة العقيان

ومنها

نسخت سحر بابل مقلتاه ... فتنبى في فترة الأجفان

في ربوع كأنهن جنان ... عطفت حورها على الولدان

ورياض كأنهن سماء ... أطلعت أنجماً من الاقحوان

بين ورق كأنهن قيان ... ركبت في حلوقهن مثاني

وغصون كأنهن نشاوى ... يترقصن عن خدود الغواني

وأقاح كأنهن ثغور ... يتبسمن في وجوه ألحان

ونسيم الصبا يصح ويعتل ... على برده وحر جناني

كلما غنت البلابل فيها ... رقص الدمع بالبكا أجفاني

عطفتني على الرياض قدود ... خلعت لينها على الأغصان

يتلقاني الأقاح ببشر ... وغصون النقا على حران

قل لعتب وما أظن نوالاً ... عند عتب لواجد سيان

أين قلبي لا أين إلا طلولاً ... أذهبتها الرياح منذ زمان

أذكرتني معاهداً وربوعاً ... كاد يدمي لذكرهن بناني

حيث غصني من الشباب رطيب ... وعيون المها إليّ رواني

اطرد النوم عن جفون نشاوى ... بحديث أرق من جثماني

وقوافي لو ساعد الجد نيطت ... موضع الدر من رقاب الغواني

سائرات بيوتهن على الألسن ... سير الأمثال في البلدان

قصد كالفرند في صفحات الده ... ر أو كالشنوف في الآذان

عاصيات على الطباع ذلول ... يتغنى بهن في الركبان

ساقطت والنوى يطل علينا ... من عيون المها حصى المرجان

وقال

اعفياني من وقفة في الديار ... تمتري درة الجفون الغزار

ما انتفاعي بنظرة تطرف الع ... ين بتلك الطلول والآثار

ما ترى البارق الذي صدع الج ... وسناه على رسوم الديار

خطفات كأنهن خيول ... تجرح العين بالسيوف الهواري

اذكرتني مباسماً وثغوراً ... حاليات تغص بالأنوار

وكؤوساً كأنما حنكوها ... في صباها بريقة الخمار

خلعت بيننا العذار ووافت ... في قميص مفكك الأزرار

لو رآها العذول صم صداه ... قال مالي وللعجوز النوار

<<  <   >  >>