للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ماضي العزيمة لا ضعف ينهنهه ... عما يروم ولا في عوده خور

بحر من الجود لم تكذب خمائله ... يوماً ولا أخلقت إذ يخلف المطر

وليث غاب يهاب الليث سطوته ... في مأزق يحتويه البدو والحضر

إذا استدارت رحى الحرب العوان غدا ... يمشي العرضنة لأوان ولا ضجر

كأنما في مثاني درعه أسد ... لم ينشب قط له ناب ولا ظفر

ما جردت في لظى حرب صوارمه ... إلا وكادت قلوب الشوس تنفطر

يرون منها نجوم الليل ساطعة ... عند الضحى والقنا كالغاب مشتجر

فقل لمن لا منى في مدحه سفها ... هل لابن معصوم مثل حين يفتخر

من أسرة شهدت غلب الرجال لهم ... بالغلب حيث يبين النبع والعشر

لا يقبضون من الحسنى أناملهم ... ولا يجازون بالاسوا إذا قدروا

يبيت في الأمن مولاهم وحاسدهم ... بالويل حشو حشاه الخوف والحذر

لا ينكر الناس ما عاشوا سوابقهم ... ولا يساجلهم قوم وإن فخروا

يا ماجداً يهب الدنيا بأجمعها ... عفواً ويعطي الضنايا وهو يعتذر

تهن بالعيد والعام الجديد معاً ... فالعيش مقتبل والدهر مؤتمر

ودم كرضوى دواماً لا زوال له ... تنهي وتأمر لا عيّ ولا حصر

وقال يمدحه أيضاً

إلى كم وقوف العيس في رادس الرسم ... وحتام استسقى من الدمع ما يظمي

لقد كان لي عما تجشمته غنى ... ولكنها الأقدار تجري على حتم

طحا بفؤادي حب نعم وهجرها ... فيا ويح قلبي ما يقاسيه من نعم

من البيض لم تظعن بعيراً ولم ترع ... بسبي ولم تلق الرباق على البهم

كأن على أنيابها ذوب سكر ... وماء غمام مازجته ابنة الكرم

أحن لسقمي إذ بها كان أصله ... وحبك من صب يحن إلى السقم

يحاولني قومي على ترك حبها ... ولي بالهوى شغل عن الترك والعزم

أأسلوا وروحي قد تملكها الهوى ... فجردها عن عالم الروح والجسم

يعزز للرائين تمثيل صورتي ... ولكنما المرئي نوع من الوهم

وإن قال قوم غير ذاك وأرجفوا ... فقد تجنح الحرب العوان إلى السلم

ورب فتاة يغسل الكحل دمعها ... على ما رأت بي للنوائب من وسم

فديتك لا تستكثري ما ترينه ... فرب نحيف الجسم ذي شرف ضخم

وما النار إن فكرت إلا شرارة ... فما هو إلا أن تشب وإن تنمي

وخير الظبى ما أرهب العين خده ... ونيل العلا من ذابلات القنا الصم

حنانيك أني ما تقحمت مورداً ... فأعذبته حتى أمرّ له طعمي

خبير بما يرضى الخليط مجرب ... فاصمت عن حلم وانطق عن علم

واضرب وجه الأرض شرقاً ومغرباً ... وبرّاً وبرحاً لا أقيم على رسم

أزاحم أساد الشرى في مقيلها ... نهاراً وأنضى العيش في حالك الدهم

فإن ظفرت عيني برؤية أحمد ... فقد نلت من أعلى العلى أوفر القسم

وحلت ركابي في رحل ابن حرة ... له راحة تستهلك البحر إذ تهمى

وليس يبالي من أقام بظله ... جناية جان أو ظلامة ذي ظلم

حمى لم ترعه الحادثات كأنه ... رياض مني والخيف باكرها الوسمي

تضىء دياجى الخطب من نور جبينه ... وتشرق منه غرة الزمن الجهم

إذا فاضل الأعداء عاد بفضله ... ظهراً وولوا بالمذلة والرغم

أشد من الليث الهصور شكيمة ... وأمضى من السيف اليماني والسهم

<<  <   >  >>