للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلا راحتيه معدن الباس والندى ... فجود إلى جود وعزم إلى عزم

هما رحمة للعالمين ونقمة ... على من تعدى ما قضاه من الحكم

بواعثه مقصورة عن سوى العلا ... فيسعى لما يرضى ويسمو لما يسمي

وما أعجزته همة عن مرامه ... ولو كان ما يبغيه في هامة النجم

إذا ما مضى في عصبة هاشمية ... كأسد الشرى قد سربلت حلل الرقم

تذل له غلب الرجال مهابة ... ويرجف منه قلب ذي المارق الدهم

وإن رمق الحصن المنيع بطرفه ... تداعي لا هدم وخر بلا رجم

إليك نظام الدين مني مدائحاً ... تفوق عقود الدر في الحسن والنظم

لها نسب في الآخرين وإنها ... وحقك يا مولاي فاقت على القدم

تهنيك بالنيروز لا زلت باقياً ... لأمثاله تسمو على العرب والعجم

وقال يمدحه أيضاً

لك الخير لا زيد يدوم ولا عمرو ... ولا ماء يبقى في الدنان ولا خمر

فبادر إلى اللذات غير مراقب ... فمالك إن قصرت في نيلها عذر

فإن قيل في الشيب الوقار لأهله ... فذاك كلام عنه في مسمعي وقر

وقالوا نذير الشيب جاء كما ترى ... فقلت لهم هيهات أن تغني النذر

لئن كان راسي غير الشيب لونه ... فرقة طبعي لا يغيرها الدهر

يقولون دع عنك الغواني فإنما ... قصاراك لحظ العين والنظر الشزر

وهل فيك للغيد الحسان بقية ... وقد ظهر المكنون وارتفع الستر

وما للغواني وابن سبعين حجة ... وحلم الهوى جهل ومعروفة نكر

فقلت دعوني فالهوى ذلك الهوى ... وما العمر إلا العام واليوم والشهر

نشأت أحب الغيد طفلاً ويافعاً ... وكهلاً ولو أوفى على المائة العمر

وهن وإن أعرضن عني حبائب ... لهن عليّ الحكم والنهي والأمر

أحاشيك بي منهن من لو تعرضت ... لنوء الثريا لاستهل لها القطر

ترقرق ماء الحسن في نار خدها ... فماء ولا ماء وجمر ولا جمر

فيا بعد ما بين الحسان وبينها ... لهن جميعاً شطره ولا الشطر

برهرهة صفر الوشاح إذا مشت ... تجاذب منها الردف والعطف والخصر

من البيض لم تغمس يداً في لطيمة ... وقد ملأ الآفاق من طيها نشر

تخر لها زهر الكواكب سجداً ... وتعنو لها الشمس المنيرة والبدر

تخال بجفنيها منا لنوم لؤثة ... وتحسبها سكرى وهي بها سكر

وقالوا إلى هاروت ينسب سحرها ... أبى الله بل من لحظها يؤخذ السحر

تخالف حالي في الغرام وحالها ... لها محض ودي في الهوى ولي الهجر

فيا ويح قلبي كم يقاسي من الهوى ... ويا ويله كم لا ينهنهه الزجر

على أنني لأجازع إن تباعدت ... بها الدار أو عز التجلد والصبر

فمدح نظام الدين دامت سعوده ... هو القصد لا بيض الكواعب والسمر

شريف له في كل قلب مدينة ... عزيز له في كل جارحة مصر

من النفر البيض الأولى شدت لهم ... صدور العوالي والمهندة البتر

إذا عد أهل الفضل كان امامهم ... وإن عد أهل البذل كان له الفخر

نهوض بأعباء المكارم كلها ... فإن ضاق عنها ماله رحب الصدر

له تسعة الأعشار من رتب العلى ... وسهم بقايا الناس منها هو العشر

تجل عن الدنيا وإن جل قدرها ... يمين ابن معصوم ونائله الغمر

وما بي إلى نوء السماكين حاجة ... وقد لامست كفي أنامله العشر

<<  <   >  >>