للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلا وعده خلف ولا البرق خلب ... ولا جوده مطل ولا سيبه نزر

علقت بحبل منه لا عن جهالة ... فلم تلهني عنه العراق ولا مصر

وخضت إليه البحر لا أرهب الردى ... فصادفت بحراً لا يقاس به بحر

وأدركت من نعماه ما دونه الغنى ... فدامت لي النعمى ودام له الشكر

لئن ملت يوماً عن هواه لغيره ... فلا كانت الدنيا ولا وفر الوفر

فكفر أن ما أسدى إلي من الندى ... هو الكفر لا بل دونه عندي الكفر

وإن أنكر الحساد سابق فضله ... أقر له الركن اليماني والحجر

وما قلت ما قد قلت إلا تعللاً ... وإلا فماذا يبلغ النظم والنثر

فلا زال محروس الجناب مؤيداً ... من الله ما دام السما كان والنسر

وقال أيضاً يمدحه وزعم أنه عارض بها معلقة امرء القيس

لمن طلل أقوى بدارة جلجل ... ذكرت به ما مر من عيشي الجلي

وقفت به والعين عبرى كأنما ... يذر بجفنيها سحيق القرنفل

فلم ير طرفي غير اطلال دمنة ... خلت وخوت واختل معهدها الخلي

برغمي ارغام المطي على السرى ... وانزال ضيف الدمع في كل منزل

إلى كم هيامي لا يزول على المدى ... وحتام قلبي في اسار التعلل

إذا ما مضى يوم من الدهر مدبر ... فجعت بفينان من العيش مقبل

يعنفني في الحب قومي سفاهة ... وهيهات كم خالفت في الحب عذلي

يقولون بعت الحلم بالجهل عامداً ... فقلت لهم من بعشق الغيد يجهل

دعوني ومن قد هام عقلي بحبها ... وقلبي لديها كالأسير المسلسل

فما قربها إلا الحياة وطيبها ... وما بعدها غير الحمام المعجل

بعيدة مهوى القرط خمصانة الحشا ... أسيلة مجرى الدمع ريا المخلخل

صقيلة ما بين الترائب والطلى ... كحيلة طرف العين لا عن تكحل

أشارت لعقلي حين جد بي الهوى ... وقالت له ما تصنع الآن فارحل

فيا قلب كن عوني على ما ينوبني ... ويا كبدي ذوبي ويا عيني اهملي

أساحرة العينين معسولة اللما ... ملكت فؤادي فاجملي أو تجملي

أطعت الهوى والشوق فيك صبابة ... وأصبحت عن عقلي وصبري بمعزل

صلي واقطعي وارضي إذا شئت واغضبي ... عليّ وجوري ما بدا لك واعذلي

فلا يطمع الواشون مني بسلوة ... ولا الحبل متبول ولا الحب منسلي

ولست بميال إلى كل صارخ ... ولا طالب للورد من كل منهل

وإن جهلت قدري بلاد هجرتها ... مشيخاً كصوب الوابل المتهلل

جزى الله موج البحر عني وفلكه ... جزاء كريم واسع الجود مفضل

هما أنزلاني والحوادث جمة ... بروض أريض وافر الظل مخضلي

له معهد حل السماح نطاقه ... به من قديم ثم لم يتحول

حمى معدن العليا وغيث ذوي الظما ... وعون أولى البلوى وغيث المؤمل

جناب نظام الدين أحمد من سما ... على الناس في مجد أخير وأول

حوى ما حواه الأكرمون وفاقهم ... بسعى معم في المكارم مخول

فصاحة قس في سماحة حاتم ... واقدام عمرو في وفاء السمؤل

حليف الندى إن حل في صدر محفل ... وحتف العدى إن سار في صدر جحفل

كأن له في كل منبت شعرة ... بداً في لظى الهيجاء تسطو بمنصل

جواد إذا ضن الجواد بماله ... وقور إذا خفت قواعد يذبل

غيور إذا خلى الغيور حريمه ... حمول إلى اجتثت أصول التحمل

فما روضة بالحز باكرها الحيا ... بارعن رجاس منا لمزن مسبل

<<  <   >  >>