للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا خطرت فيها الصبا عبقت بها ... عوابق من ريا عبير ومندل

يا طيب نشراً من خلائق أحمد ... ومن شك أو لم يدر ما قلت يسأل

وهيهات أن أحصي علاه وجوده ... دليل على امكان كون التسلسل

نديمي أدر لي كاس راح حديثه ... ودعني من ذكرى حبيب ومنزل

ففيه وإلا فالحديث مضيع ... وعنه وإلا فهو عين التقول

إليك نظام الدين منى مدائحاً ... تفوق على نظم الجمان المفصل

وما أنا ممن يجعل الشعر همه ... وإن كان شعري نزهة المتأمل

ولكن دعاني ما رأيت وشاقني ... علاك فطاب المدح فيك ولذ لي

تهن بعيد أنت في الناس مثله ... تفوق عليهم بالمعالي وتعتلي

وقال مادحاً أيضاً

تبدت لنا والبدر للغرب جانح ... وكاس الكري في راحة الطرف طافح

بحيث السهى ترنو بعين كليلة ... وانسانها في لجة الجو سابح

وحيث النجوم الزاهرات كأنها ... توقد منها في الظلام مصابح

كأن على الآفاق روض بنفسج ... وهن الظبا العيس فيه سوانح

فلما تجلى نورها نسخ الدجا ... فلا أعزل الأغدا وهو رامح

لك الله شمس يكسف الشمس نورها ... وبدر لنور البدر في التم فاضح

كأن نجوم الليل ورق حمائم ... وفي كل جزء من محياك جارح

خليلي عوجا بي على أيمن الحمى ... لعل سماحاً بالوصال تسامح

سواء علىّ الموت أم شطت النوى ... بسمحاء أم حر الوريدين ذابح

تجنبتها لا عن ملال ولا قلى ... ولكن مصاب يصدع القلب فادح

مصاب إذا أخفيته مت لوعة ... ووجداً وإن أبديته فهو فاضح

وإن رمت أسلو حبها حال دونه ... رسيس جوى ضمت عليه الجوانح

قضى الله يا سمجاء بالبين بيننا ... إلى كل ما يقضي به الله صالح

حنانيك أنت البرء والداء إنما ... يفوز ويشفي فيك دان ونازح

لقد فتكت بي غارة منك شنها ... على القلب غاد من هواك ورائح

فلا تنع إن شطت بك الدار أو دنت ... وسيان عندي فيك لاح وناصح

سقى الله هاتيك المعاهد عارضاً ... من المزن تمريه الرياح اللواقح

ليغدو بها نشر الخزاما كأنما ... يخالطه من نشر دارين نافح

كأن خدود الورد والطل فوقها ... خدود الغواني فوقها الدمع ناضح

كأن ابتسام الروض والجو عابس ... محيا نظام الدين والدهر كالح

همام إذا يممت أعتاب مجده ... تحامتك أخطار الزمان الفوادح

يزيد على اللأواء حرصاً على النوى ... كما أرهف السيف اليماني ماسح

مقيم بظل المجد حيث توطدت ... أو أخيه مهما يبرح المجد بارح

إذا أظلمت شهب الكمال أنارها ... وإن خمدت زند العلى فهو قادح

وإن ظنت الأنواء جادت يمينه ... وإن منعت أهل الندى فهو مانح

أحاتم أم كعب بن امامة مثله ... أبى الله إن الفرق كالصبح واضح

وكل امرء رام الغنى دون بابه ... فقد حجبت عنه المنى والمنائح

أقايسه بالبحر لا ينبغي له ... وهل يستوي عذب فرات ومالح

وأزعم أن الغيث مثل يمينه ... وهيهات وشاك القطا ووطاقح

هو البدر بدر التم لولا محاقه ... هو الشمس لا بل منه فيها ملامح

إلى مثله عمداً وفي ظل مثله ... تحث المهارى أو تراح الروازح

هو ابن رسول الله وابن وصيه ... فماذا عسى أن يبلغ القول مادح

فيا مستفيد المال كيما يفيده ... إذا غل في الازم الأكف السحائح

<<  <   >  >>