للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سأكسوك من مكنون نظمي وشائعاً ... تناط بجيد الدهر منها وشائح

تدوم دوام الفرقدين على المدى ... إذا لحقت بالمادحين المدائح

وقال مادحاً له أيضاً ومهنئاً بعيد الفطر

سرت والليل محلول الوشاح ... ونسر الليل مبلول الجناح

وثغر الشرق يبسم عن رياض ... مكللة الجوانب بالأقاح

كأن كواعب الظلماء روم ... على دهم تهب إلى الكفاح

كأن المشتري والنجم ساق ... يدير على الندامى كاس راح

فواعجباه هل يخفى سراها ... وقد أرجت برياها النواحي

من البيض الحسان إذا تجلت ... تخال جبينها فلق الصباح

مهفهفة يغار البدر منها ... ويخجل قدها هيف الرماح

أبث لطرفها شكوى غرامي ... وهل يشكو الجريح إلى السلاح

وأطمع أن يزايلني هواها ... ومن ينجو من القدر المتاح

فلا تأوى لكسرة ناظريها ... فكم أودت بالباب صحاح

أحن إلى هواها وهو حتفي ... كمجروح يداوي بالجراح

ولا وأبيك ليس الحب سهلاً ... فكم جد تولد من مزاح

خلقت من الغرام فلا أبالي ... أكان به فسادي أم صلاحي

ولولا تمسك الاطمار جسمي ... لطار من النحول مع الرياح

وحب الغانيات حياة روحي ... وراحتها وريحاني وراحي

مجتهين ضاهت في فؤادي ... محبة أحمد طرق السماح

همام إذ تجال سهام مجد ... يكون له المعلى في القداح

تمازج في المكارم والمعالي ... مزاج الراح بالماء القراح

تروقك منه أخلاق توالت ... على نهج النجابة والنجاح

فمن شرف أناف به مصون ... يجاوزه إلى مال مباح

يحاول سر سودده حياء ... وهل تخفى الغزالة في الضواحي

تمر به الأماني ذات ضنك ... فتصدر ذات آمال فساح

تملك قلبه حب المعالي ... وجانب ما تزخرفه اللواحي

وقور الجاش أثبت من ثبير ... عشية يصبح النشوان صاحي

عشية ليس يغني عن خليل ... سوى ضرب القوانس بالصفاح

عشية تصبح الأبطال صرعى ... وقد قدموا له الفرس الوقاح

هناك تراه كالضرغام بأساً ... وقد خلط السكينة بالطماح

يخال السمر والبيض المواضي ... حسان السمر والبيض الصباح

أرائض كل مكرمة شموس ... ملكت عنانها بعد الجماح

إليك فريدة كالعقد تزهو ... على جيد البر هرهة الرداح

تزورك وهي تمرح من نشاط ... فيثقلها نداك عن المراح

ولم أمدحك كي تزداد فخراً ... ولكن كي أزين بك امتداحي

فدم للخائفين أعز كهف ... وشاحك للوفود أعزّ ساح

وذا شهر الصيام مضى حميداً ... وأعلى فطره لك بالفلاح

فطب عيشاً بذاك وقر عيناً ... ففي الأضحي أعاديك الأضاحي

وقال يمدح بعض أكابر عصره

أشمس الضحى لا بل محياك أجمل ... وغصن النقا لا بل قوامك أعدل

سفرت لنا حيث النجوم كأنها ... كواعب في سود المطارف ترفل

كان الهزيع الأبنوسيّ حالك ... كأن الدجى ستر على الأرض مسبل

كان الثريا إذ تراءت لناظري ... وشاح على جيد الزمان مفصل

كان سهيلاً والنجوم تؤمه ... نوافر ورق خلن قد لاح أجدل

كان السهى ذو صبوة غاله النوى ... فأنحله وللبين الصب ينحل

فلما بدا مرآك شابت فروعه ... وكان مسوداً للعذائز اليل

لعا لعثاري كيف لا أبلغ المنى ... وأدرك شأو نيله ليس يؤمل

وقد أدركتني من أبي الجود نظرة ... فأشرق نجمي بعدما كاد يأفل

منها

<<  <   >  >>