وللمجد فضل حيث كان وإنه ... إذا كان في زاكي الأرومة أفضل
كذا الدر يزهو حيث نيطت عقوده ... ولكنه فوق الترائب أجمل
وقال أيضاً
سقى العهد صوب العهد سحاً وعارضاً ... وحيا الحيا تلك الربوع الفضا فضا
ولا أوحش الله الشباب وعهده ... وعيشاً كأني كنت أطويه راكضا
تبدلت من ذاك الزمان وطيبه ... هموماً تذيب القلب بكراً وفارضا
إذا عرضت لي حاجة حال دونها ... عوارض لا تنفك تحدو عوارضا
وفيض دموع كلما قلت أقلعت ... سحائبها عني ملأن المفايضا
مصائب لو حلت بأكناف يذبل ... تدكدك أبو بالبحر أصبح غائضا
وكل خليل كنت أرجو وداده ... أراه مريض القلب أو متمارضا
إلى الله أشكو حاجة لا أنالها ... ودهراً إذا حاولت أضحى معارضا
واخوان سوء ليس فيهم إذا بنت ... بي الدار إلا خاذلاً أو مناقضا
أراني إذا عاهدتهم في ملحة ... ورمت ألوفاً منهم على الماء فائضا
أيخدعني هذا الزمان وأهله ... وقد ذقته حلواً ومراً وحامضا
فعود قناتي لا يلين لغامز ... وثوب اصطباري لا يخاف المقارضا
ولست أبالي كنت للنار واطياً ... لما نابني أو كنت للماء خائضا
فشأنك يا دهري وما أنت صانع ... فلست لعهد الخل ما عشت ناقضا
فليس ينال المجد إلا ابن حرة ... بكون بأعباء العشيرة ناهضا
وقال أيضاً
هي العيس ما زالت تغرر رؤسهم ... وما زال صرف الدهر يبني ويهدم
دع السانحات البارحات فإنما ... حديث الليالي غير ما يتوهم
تشطرت دهراً منذ نشأت فلم أجد ... صديقاً يواسيني ولم يتألم
سوى ناصح يبدي الوداد ونصحه ... عليّ من الشكوى أشد وأعظم
ولست برمال ولا بمنجم ... ولن حكيم في النفوس محكم
ثلاثين عاماً لم أجد لي معارضاً ... سوى حاسد من غيظه يتضرم
إذا عرض الداء العضال رأيته ... يقبل كفي عاجزاً وهو محجم
وهل ينكر الحساد حالي وحالهم ... وكلهم دوني فصيح وأعجم
ورب أخ أهدي إليّ نصيحة ... بأمر على الدنيا به أتحكم
فقلت له إن البلاد فسيحة ... وكل مكان للكريم مخيم
على أنني أدري وما كنت جاهلاً ... بأن الذي قد قلت مغني ومغنم
ولكن كلام النفس داء مخامر ... يمازجه سم وصاب وعلقم
يقولون ما هذا وما بال حرصه ... وأطماعه تسعى به وهو مقدم
وأشياء أخرى لو أشاء لقلتها ... ولكنني عن منطق اللغو ملجم
رأيت ركوب البحر أجمل بالفتى ... وذو العقل يمضى للتي هي أسلم
على جسره من خالص الساج لو مشت ... تساوي لديها برضين وديلم
إذا زنجر الملاح طارت فلم يبن ... لطرفك منها كوثلاً أو مقدم
تراها كمركوم السحاب وفوقه ... إذا شمته من ناصح الشرع أنجم
كان بها جسراً على الماء آخذاً ... إلى آخر الدنيا به البحر مفعم
فتلك ركابي لا سرير يقله ... على رأسه في الهند تيس معجم
وفي الأرض مسرى للكريم ومسرح ... وما هي إلا جنة أو جهنم
وقال أيضاً
وأقسم ما الفلك الجواري تلاعبت ... بها الصرصر النكباء في لجة البحر
بأكثر من شوقي وجيبا وشملنا ... جميع ولكن خوف حادثة الدهر
وأنشدني الوالد بيتين في المعنى لشاعر عصري بدوي من شهران قال وهما من قصيدة طويلة نحو مائتي بيت
ووالله ما الثوب الذي متقلل ... على شرف تومى الدراري بجانبه