ما كاد أن يدلهم الخطب معتكراً ... حتى طلعت بوجه الرشد متقدا
وزدت طخيه ديجور المخاف فعن ... حزن وسهل رعا سرحانه النقدا
يشد أزرك ذو العليا أبو حسن ... ناهيك ناهيك منه فارساً نجدا
محمد المتقي المختار عنصره ... من أحمد بحميد السعى قد حمدا
وصنوك الماجد البر الصحيح تقي ... نجل الخليفة تلو الغاديات ندا
إليك أزمع من صنعا في فئة ... من فتية العلم تبغي الحق والرشدا
ومن يرد أن يكون الحق متضحاً ... ومن يساوي ببحر خضرم ثمدا
فدم وهز قناة للهنا ثنيت ... فقد تثنى بك الاسلام وانفردا
وصل ونول تصحح للقلوب ولا ... في الود وأجر على العهد الذي عهدا
وله أيضاً يحرضه على نجاز أمر الخلافة ليلة عيد الفطر سنة ١٠٨٩
هل الرسل الأذبل وعراب ... وهل غير بيض المرهفات كتاب
ولا خاطب إلا على منبر الطلا ... غزارة فضل واضح وخطاب
صفيحة ماض لا صحيفة راقم ... طلاها وهل يتلو السيوف قراب
أجبها أمير المؤمنين وافتها ... فقد سألت والمشرفي جواب
ترى ما عسى الأقوام يبغون دون ما ... دعوت إليه إن ذا لعجاب
هو الفضل إلا أن تقام شريعة ... وتأمن سبل للهدى وشعاب
وهل غير فرقان النبي محمد ... وسنته الغرا فأين ذهاب
ترى وجبت بالنص فيهم لقاسم ... لفرط اشتياق عند ذاك يجاب
بلى دون ما ظنوه كل ثنوفة ... سحالف لم يعسل بهن ذئاب
هو البر إلا أنهم وسعوا به ... مسالك ما يرجون منه فخابوا
واطروا به اطراء عين مشرع ... وما ليس يرضى الشرع فيه سباب
على أنه الحبر الخشوع تعبداً ... أمن بعد محراب يكون حراب
لقد خدعوه واستلانوا قناته ... ومال به غي بهم وشباب
وقد يخدع الحر الكريم سجية ... إذا راوغته أسرة وصحاب
دعوت إلى الدنيا بما يظهرونه ... إلى طلب الأخرى وذاك كذاب
وعند من يرجو رضى الله فتنة ... تثار وهل إلا إليه إياب
فحقق ذوي التقميص يا قاسم العلى ... فثم ذئاب فوقهن ثياب
أجلك قدراً أن تصيح لرايهم ... فقد وقدت حرب وثار لهاب
لقد أحسنوا أمر التفرق فيكم ... وجالوا بدهماء الثراء وجابوا
وشقوا عصى الاسلام والدين جامع ... وأنتم على سر النبي صلاب
وقد رقش الأقوال منهم عصابة ... ولله دين ما عليه حجاب
أعد نظراً في أمرهم متيقظاً ... تجد قيعة فيها الخليج سراب
ويا أيها المهدي الامام أصح لها ... فما بعدها للناصحين خطاب
واحرص على هذي الخلافة أنها ... العروس وما غير الدماء خضاب
فيطالما حالت بحقن دمائهم ... ولكن رؤوس أينعت ورقاب
تراموا على حب الرئاسة غرة ... وثم مواب دونها وهضاب
مهالك يصخب بها الذئب نفسه ... ولا طار فيها بالجناح غراب
به حاولوا نيل المزايا وأملوا ... جوامع ما يبغونه وأصابوا
وقد ملكوا الدنيا لديك وأحرزوا ... بطاعتك الأخرى وصح مثاب
دعوتهم نحو الهداية مشفقاً ... عليهم وماء الود ليس يشاب
فظنوك سلما عند ذاك وما دروا ... روابض أسد تتقى وتهاب
ألا فادعهم والمرهفات معاتباً ... فما غيرها للمارقين عتاب