هو البارز طوراً والغضنفر تارة ... تظل لديه الأسد وهي سقاب
إليك أمير المؤمنين معدة ... لها بين مصر والصعيد ركاب
وقد نفعت من نبغ عزمك أسهماً ... لهنّ بأثناء العراق رقاب
وما خصصت ترويعها بشهادة ... فكم دار منها في الثغور لعاب
مزاياك هالتها لفرط ظهورها ... وهل تحمل البحر الخضم رياب
فدم وأمر الأسياف تعمل بحكمها ... فقد طاب أعذار وطاب عتاب
وله أيضاً حين دخل الامام المسجد فوقع قنديل من القناديل بمجرد دخوله فتشاءم الامام من ذلك فأنشده في ذلك الوقت
لا تعجبوا إذ غدا القنديل منكسراً ... فما عليه أهيل الفضل من حرج
رأى الامام كشمس عند مطلعها ... وعند شمس الضحى لاحظّ للسرج
القسم الرابع في محاسن أهل العجم والبحرين والعراق وايراد ما رق من لطائفهم وراق وفيه فصلان الفصل الأول في محاسن أهل العجم الأمير محمد باقر بن محمد الشهير بالداماد الحسني طراز العصابة. وجواز الفضل سهم الاصابة. الرافع بأحاسن الصفات أعلامه. فسيد وسند وعلم وعلامه. اكليل جبين الشرف وقلادة جيده. الناطقة السن الدهور بتعظيمه وتمجيده. باقر العلم وتحريره. الشاهد بفضله تقريره وتجريره. ووالله إن الزمان بمثله لعقيم. وإن مكارمه لا يتسع لبثها صدر رقيم. وأنا بريء من المبالغة في هذا المقال. وبر قسمي يشهد به كل وامق وقال وشعر
وإذا خفيت على الغبيّ فعاذر ... أن لا تراني مقلة عمياء
إن عدت الفنون فهو منارها الذي يهتدى به. أو الآداب فهو مؤملها الذي يتعلق بأهدابه. أو الكرم فهو بحره المستعذب النهل والعلل. أو النسيم فهو حميدها الذي يدب منه نسيم البرء في العلل. أو السياسة فهو أميرها الذي تجم منه الأسود في الاجم. أو الرياسة فهو كبيرها الذي هاب تسلطه سلطان العجم. وكان الشاه عباس أضمر له السوء مراراً. وأمر له حبل غيلته امراراً. خوفاً من خروجه عليه. وفرقاً من توجه قلوب الناس إليه. فحال دونه ذو القوة والحول. وأبى إلا أن يتم عليه المنة والطول. ولم يزل موفور العز والجاه. مالكاً سبيل الفوز والنجاه. حتى استأثر به ذو المنه. وتلا بآيتها النفس المطمئنه. فتوفي في سنة إحدى وأربعين وألف من مصنفاته في الحكمة القبسات. والصراط المستقيم والحبل المتين. وفي الفقه شارع النجاه وله حواش على الكافي في الفقه والصحيفة الكاملة وغير ذلك ومن انشائه البديع الاسلوب. الأخذ بمجامع القلوب ما كتبه إلى الشيخ بهاء الدين مراجعاً رحمهما الله تعالى لقد هبت ريح الأنس. من سمت القدس. فأتتنى بصحيفة منيفة كأنها بفيوضها. بروق العقل بوموضها. وكأنها بمطاويها. أطباق الأفلاك بدراريها. وكان أرقامها بأحكامها. أطباق الملك والملكوت بنظامها. وكان ألفاظها برطوباتها. أنهار العلوم بعذوباتها. وكان معانيها بأفواجها. بحار الحق بأمواجها. وأيم الله أن طباعها من تنعيم. وأن مزاجها من تسنيم. وأن نسيمها لمن جنان الرمضوت. وأن رحيقها لمن دفاق الملكوت. فاستقبلتها القوى الروحية. وبرزت إليها القوة العقلية. ومدت إليها فطنة صوامع السر أعناقها من كوي الحواس وروزاة المدارك وشبابيك المشاعر وكادت حمامة النفس تطير من وكرها شغفاً واهتزازاً. وتستطار إلى عالمها شوقاً وهزازاً. ولعمري لقد ترويت. ولكني لفرط ظمائي ما ارتويت
شربت الحب كاساً بعد كاس ... فما نفد الشراب ولا رويت