للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكثرة ضربي باليدين قد أنمحت ... لها أسفاً يوم الوداع رواجبي

رجعنا وما أبصارنا برواجع ... وابنا وما ألبابنا بأوائب

تراني يا سلم ابن ود لصاحب ... وصاحبة يستعذبان مشاربي

فلا أستقي إلا بحبل مساجلي ... ولا أرتوي إلا بكاس مصاحبي

وما خفت شخصاً اتقاء لشره ... ولكن لأن يلقاه شر بجانبي

وما بخلت نفسي ولا ضاقت ساعة ... بلين لسلم أبو بحزن لحارب

أجيب المنادي سائلاً أو مسايلاً ... وأعراض عمّن لا أراه مجاوبي

فمن يرتضى قربي قليلاً وصلته ... ولست لمن لم يهوه بمقارب

وتلك سجايا ليس يعرفها الورى ... سوى سيد السادات من آل غالب

نظام الورى ديناً ودنيا وحشمة ... وعلماً وراياً مرغباً للنواصب

مناقبه بين المناقب مثلة ... ومث اسمه فخر الكنى والمناقب

تزاحمت الآمال طرّاً ببابه ... في الناس إلا بين جاء وذاهب

لديه تمنى كل باد وحاضر ... إليه قصارى كل سار وسارب

مصائبنا من قربه في مصيبة ... فنحن بلقياه مصاب المصايب

مواهب رب العالمين كثيرة ... وأنت لنا منها أجل المواهب

بك اعتلت العلياء لا أنت بالعلى ... وما أنت إلا رافع للمناصب

فأنت الذي تكسى وتكسب منحة ... وما الخلق إلا بين كاس وكاسب

بغير حساب ما تنيل ومنة ... فلست بمنّان ولا بمحاسب

وأنت الذي عمت جوائزه الورى ... فما لك للاخّاذ إلا لغاصب

وأنت الذي حاز المحاسن كلها ... وجمع وجوه الحسن ليس بواجب

أيا دهر اعط القوس باريها اذن ... وراع على هذا صلاح العواقب

امام لدي الهيجا امام لدي الحجى ... مشير مجيرٌ هازم للكتائب

مصيب بضرب السيف والطعن بالقنا ... قويّ قدير عارف بالمضارب

شجاع كميٌّ لوذعي غشمشم ... يد السيف ظهر الرمح قلب المواكب

يدٌ لو رآها البحر أصبح ناضباً ... ظلمت متى شبهتها بالهواضب

بصير بأعماق الأمور مجرب ... كان جرّب الدنيا بكل التجارب

أتيتك مهتوفاً بروحي كما أتى ... نبي الهدى سلما سواد ابن قارب

وفقري إليك الدهر أغنى من الغنى ... وذلك فقر لست عنه بهارب

فلا أشتفي إلا بمدحك أن أفز ... بلفظ غريب أو بمعنى مناسب

ولم اشتغل إلا بذكرك أن أجد ... لساناً فصيحاً ناطقاً بالمطالب

فهذا مديح من خلوص عقيدة ... واخلاص ودّ لم يشب بشوائب

لزمت ذمامي إن قبلت وذمتي ... وإلا فقد ألقيت حبلي بغاربي

فلا زلت في الدنيا أماناً لخائف ... وغوثاً لملهوف وكهفاً لهارب

وبابك للاجين مأوى ومؤل ... وجودك مبذول لعاف وطاب

<<  <   >  >>