زعيم بالمفاخر والمعالي ... ولكن عنده قس زعوم
له في كل مكرمة حديث ... يصححه له مجد قديم
له بنت المكارم بنت عز ... به ركن المطالب والحطيم
كان وفوده من كل قطر ... تسير إليه خط مستقيم
هو البحر المحيط وأي بحر ... سواه مرام ساحله عديم
أتاه العلم من يتبو وحيّ ... ومنه قد تفجرت العلوم
له فهم كأن الوحي يلقى ... إليه وعنده ملك كريم
له ثنيت وسادة كل علم ... ليبلغ كل ساع ما يروم
وقد جمعت له من كل نوء ... فضايل لا يحيط بها الرقوم
لاقدام الاكابر من قديم ... إلى تقبيل الدين القويم
توافق في اسمه لفظ ومعنى ... واعرب عن بناء الأصل خيم
له علمان من علم وحلم ... بلامين هنا للخلق نيم
التامة بكسر النون النعمة راجع
هو المولى ولكن عند عبد ... يسير كأنه الخل الحميم
فما ولد الزمان له ضريباً ... كان لضربه ضرب عقيم
خفيض بالمفاخر والمعالي ... ولكن جوده أبداً عميم
ولما أن دهت نوب الليالي ... وفرق جمعنا الدهر الشؤوم
وجدنا من فواضله نظاماً ... بدا فتفرقت عنا الهموم
وأصبحنا بنعمته بأمن ... ولو أن الأنام لنا خصوم
ألا يا مخرس الفصحاء عفواً ... فنظمي حول نثرك لا يحوم
ولكن المعالي والمباني ... لمن قد رام مدحك تستقيم
وتزدوج اذدواجاً ثم تأتي ... مقومة وليس لها مقيم
تروم بذكركم شرفاً عظيماً ... لعمري ذلك الشرف العظيم
لئن جاريتم في نظم شعر ... فقد تجري مع الشمس النجوم
وما مولى جرى إلا ويجري ... وراء ركابه العبد الخدوم
وكيف أطيق حمل كثير فضل ... وما بقليله شكري يقوم
وساحل شكركم أضحى بعيداً ... لمن في بحر نعمتكم يعوم
ولكن جوهر الاخلاص صاف ... وحبل الودّ أحكمه الحكيم
لكم مني بلاءٌ من وداد ... مغارسه من القلب الصميم
فلا برحت من الله الأيادي ... عليك كسعدك الباقي تدوم
ولا زالت صفاتك في البرايا ... تضوع كأنها المسك الشميم
وقال مراجعاً له أيضاً عن أبيات كتبها إليه وهذه القصيدة غاية في الانسجام
أحمد من صعد كعب أحمد ... وذروة المجد وهام السودد
بالعلم والفضل وطيب المحتد ... وهمة تدوس فوق الفرقد
السيد الندب الجواد الأوحد ... من لا يحاط وصفه بالعدد
همته مصروقة في مددي ... ولم تفارق يده قط يدي
فمن جزيل فضله المجدّد ... ولطفه بعبده محمد
بليلة بها الزمان مسعدي ... قد أسفرت صبح يوم أحد
أهداؤه العنب الذي مذاقه ... ألذ من وصل الحسان الخرد
أحلى من السكر في الطعم وإن ... تستشهد الشهد بذاك يشهد
لو قلت لم تحو الجنان مثله ... طعماً ولوناً وشذى لم تبعد
قد كاد لطفاً أن يذوب عندما ... تلمحه العين كذوب البرد
من نال شيئاً منه في زمانه ... كأنما نال حياة الأبد
كأنما الشمس إذا ما طلعت ... قد لبست من لونه المورد
ترى إذا رأيته شمس الضحى ... طالعة في كرة الزبرجد
قد جاءنا من دوحة المجد التي ... ما برحت أثمارها كالعسجد
قد بسقت أفنانها وظلها ... جلل كلاً منهم ومنجد
من سيد مكرم معظم ... مبجّل مفضل ممجد
ذي همة ونجدة أخبرنا ... كل الورى عن شرف في المحتد