لا زلتم والزهر ينشق عرفكم ... والزهر تحسد من كمالك منصبا
وقال الشيخ أحمد المقري المذكور في فتح المتعال وأنشدني لنفسه بمحروسة فاس عام سبع وعشرين وألف وأشار فيها إلى كتابي الموسوم بأزهار الرياض. في أخبار عياض
دعوا شفة المشتاق من سقمها تشفى ... وترشف من آسار ترب الهدى رشفا
وتلئم تمثالاً لعل كريمة ... بها الدهر يستسقى الغمام ويستشفى
ولا تصرفوها عن هواها وسؤلها ... بعدلكم فالعدل يمنعها الصرفا
ولا تعتبوها فالعقاب يزيدها ... هياماً ويسقيها مدام الهوى صرفا
جفّها بكتم الدمع بخلاً جفونها ... فمن لامها في اللثم فهو لها أخفى
لئن حجبت بالبعد عنهم فهذه ... مكارمهم لم تبق ستراً ولا سجفا
وإن كان ذاك الخيف ملفى وصالهم ... فما نفحة الافضال قربت الملفى
فحركت الأشواق منا لروضة ... أباح لما الاسعاد من زهرها قطفا
زماناً به موصولنا نال عائداً ... وأكد لعت الوصل من نحوهم عطفا
تولى كمثل الطيف إن زار في الكرى ... وإلاّ كمثل البرق إن سارع الخطفا
ومنها
كأنا وما كنا نجوب منازلاً ... يوّد بها المشتاق لو راهق الحتفا
ولم تبصر الأبصار منها محاسناً ... ولم تسمع الآذان من ذكرها هتفا
كذاك الليالي لم تحل عن طباعها ... متى واصلت يوماً تصل قطعها ألفا
فلا عيش لي أرجوه من بعد بعدهم ... وهيهات يرجو العيش من فارق الإلفا
ومنها
أيا من نأت عنه ديار أحبة ... فمن بعدهم مثل على الهلك قد أشفى
لئن فاتنا وصل بمنزل خيفهم ... فما نفحة من عرفهم للحشا أشفى
وهذيك أنفاس الرياض تنفست ... بريّاهم فاستشفينّ بها تشفى
وقل للأولى هاموا اشتياقاً لبابهم ... هلموا لعرف البان نستنشق العرفا
فصفحة هذا الطرس أبدت نعالهم ... وصارت له ظرفاً فيا حسنه ظرفا
تعالوا نغالي في مديح علائها ... فرب غلو لم يعب ربه عرفا
ولله قوم في هوانا تنافسوا ... وقد عزفوا من بحر أمداحها عزفا
وإنا وإن كنا على الكل لم نطق ... نحاول بعض البعض من بعض ما يلفا
لئن قبلوا ألفاً نزد نحن بعدهم ... على الألف ما يستغرق الفرد والألفا
وإن وصفوا واستغرقوا الوصف حسبنا ... نجيل بروض الحسن من وصفهم طرفا
ونقبس من آثارهم قدر وسعنا ... ونركض في مضمار آثارهم طرفا
ومن مديحها في سيد البشر. الشافع المشفع في المحشر. عليه وعلى آله الأعلام. أفضل الصلاة والسلام.
أناديك يا خير البرية كلها ... نداء عُبيد يرتجي العفو واللطفا
وأين محق في هوى حبك الذي ... يفل جيوش الهم إن أقبلت زحفا
وما أنا فيه بالذي قال هازلاً ... أليلتنا إذ أرسلت واردهاً وحفا
وأشار بهذا إلى القصيدة الفائية الطنابة الشهيرة عند أدباء الشرق والغرب وهي من شعر متنبي الغرب محمد بن هانىء الأندلسي يمدح بها جعفر بن علي صاحب الزاب وأولها
أليلتنا إذ أرسلت وارداً وحفا ... وبتنا نرى الجوزاء في أذنها شنفا
وبات لنا ساق يصول على الدجى ... بشمعة نجم لا تقط ولا تطفى
أغن غضيض خفف اللين قده ... وثقّلت الصهباء أجفانه الوطفا
ولم يبق ارعاش المدام له يدا ... ولم يبق أعناق التثنى له عطفا
نزيف قضاه السكر إلا ارتجاجة ... إذا كل عنها الخصر حملها الردفا
يقولون حقفٌ فوقه خيزرانة ... أما يعرفون الخيزرانة والحقفا
جعلنا حشايانا ثياب مدامنا ... وقدّت لنا الظلماء من جلدها لحفا