للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي ثاوٍ قد غيب الترب منه ... طود مجد مقلل مشمخر

خلق يفضح المدام وعرم ... قسوري واريخية بدر

وسجايا تقاعست دون شأوي ... نيلها طلع النجوم الزهر

فهي لله من عفاف وتقوى ... وهي للناس من حفاظ وبر

لم يزل رائد المنون إلى أن ... نال أسنى فروعها بالهصر

فقضت ما القضاء مجريه قسراً ... والردى اثر كلنا يستقري

يتبع اللاحق المؤم ولم يأ ... ل اجتهاداً في أن يبيد ويدري

والجناب الذي أبى الله إلا ... أن ينال الرضى بأعظم أجر

استخيرت له الشهادة والخلد ... أبي من أن يحل بقسر

وهو من عاش لا ذميم المساعي ... وقضى مؤجراً بما الله يدري

فليصب مضجعاً توالاه من مغد ... ودق السحب ذو وشأبيب تمري

وضروب من رحمة الله تغشي ... جدثا ضمه ليوم الحشر

أخوه القاضي شهاب الدين أحمد بن عيسى المرشدي شهاب الفضل الثاقب، الشهير المآثر والمناقب. سطع في سماء الأدب نوره. وتفتق في رياضه زهره ونوره. وامتد في البلاغة باعه. فشق على من رام أن يشق غباره أتباعه. لا تلين قناة فضله لغامز. ولا يلمز أدبه المبرأ من العيب لامز. كان قد ولى القضاء بمكة المشرفة. فنال به من أمله ما طمح بصره إليه واستشرفه. ولما حصل أخوه في قبضة الشريف أحمد بن عبد المطلب. ومنى منه بذلك الفادح الذي قهر به وغلب. حصل هو أيضاً القبض والأسر. وأردف معه على ذلك الأدهم بالقسر. حتى جرع أخوه تلك الكاس. وأنعم عليه بالخلاص بعد اليأس. فراش الدهر حاله. وأعاد منها ما غيره وأحاله، ولم يزل فارغ البال. من شواغل النكد والبلبال. إلى أن انقضت أيامه. وتنبه له من دواعي المنون نيامه. فتوفى لخمس خلون من ذي الحجة الحرام سنة سبع وأربعين وألف واتفق تاريخ وفاته صدر هذا البيت

من شاء بعدك فليمت ... فعليك كنت أحاذر

وله نظم بديع الأسلوب. يملك برقته المسامع والقلوب. فمنه قوله يمدح سلطان الحرمين الشريف مسعود ابن ادريس عام تسع وثلاثين وألف

عوجا قليلاً كذا عن أيمن الوادي ... واستوقفا العيس لا يحدو بها الحادي

وعرجا بي على ربع صحبت به ... شرخ الشبيبة في أكناف أجياد

واستعطفا جيرة بالشعب قد نزلوا ... على الكثيب فهم غيي وارشادي

وسائلاً عن فؤادي تبلغاً أملي ... أن التعلل يشفي غلة الصادي

واستشفعا تشفعاً تسآلكم فعسى ... يقدر الله اسعافي واسعادي

واجملا لي وحطا عن قلوصكما ... في سوح مردي الأعادي الضيغم العادي

مسعود عين العلا المسعود طالعه ... قلب الكتيبة صدر الحفل والنادي

رأس الملوك يمين الملك ساعده ... زند المعالي جبين الجحفل البادي

شهم السراة الأولى سارت عوارفهم ... شرقاً وغرباً بأغوار وانجاد

نرد عمار العلا في سوحه ونرح ... أيدي الركائب من وخد وايساد

فلا مناخ لنا في غير ساحته ... وجود كفيه فيها رائح غادي

يعشو شب العز في أكناف عقوته ... يا حبذا الشعب في الدنيا لمرتاد

ونجتني ثمر الآمال يانعة ... من روض معروفه من قبل ميعاد

فأي سوح يرجى بعد ساحته ... وأي قصد لمقصود وقصاد

ليهن ذا الملك إن ألبست حلته ... محيي مآثر آباء وأجداد

لبستها فكسوت الفخر مرسلها ... مشهراً يبهر المصبوغ بالجادي

علوت بيتاً ففاخرت النجوم علا ... والشهب فخراً بأسباب وأوتاد

ولحت بدراً بأفق الدست تحسده ... شمس النهار وهذا حرها بادي

وصنت مكة إذ طهرت حونتها ... من ثلة أهل تثليث والحاد

<<  <   >  >>