نظمتم فيه نظم العقد متسقاً ... على تليل كعاب ظاهر الترف
وغادرت عبدكم أيدي مؤلفه ... مكبلاً وحده في ربقة الصدف
مني هي الصدف المومى إليه منيً ... للنفس فيها وفي أفنائها الورف
ولا أنيس لكم إلاّ مماثلكم ... على بثين جميل السفح والسعف
يجيبني بصدى صوتي فأرفعه ... من قلة الألف أو من كثرة الشغف
فهل وفيّ من الخلان يسعدني ... في الفجر أو بعدما صلى مع الحنفي
يجيبني أو يجيب الضير عنه وما ... يجيبني غير محيي الدين أو شرف
كفؤآن يرضاهما الاحسان إن نطقا ... أو ارعفا لدن الأقلام في الصحف
وقوله وكتب به إلى القاضي تاج الدين من الطائف
لا هاج قلباً همّ من ... برح الفراق بالانصداع
غيم أرق حواشياً ... من برد ضافية القناع
زجل الرعود كأنها ... نغمات آلات السماع
والهمع مثل الدمع من ... عيني مراءٍ أو مراع
يهمى ويسكن كي يع ... مّ بريه سعف التلاع
والبرق يخفق مثل قل ... ب الصب في يوم الوداع
ونسيمه قد رق من ... حر اشتياقي والتياعي
لفراق تاج الدين ما ... ضي الأمر قاضينا المطاع
من جمعت فيه العلا ... وتوفرت فيه الدواعي
ذي الفضل بالمعنى الأع ... مّ ولا أخص ولا أراعي
سبقت أنامله الأ ... نام فأحرزت قصب اليراع
لخجلت إذ فاتحته التر ... سيل من سوء اصطناعي
من ذا يباري ذا لسا ... ن راقم ويدٍ صناع
إن حاك وشّي ما يحو ... ك بالابتكار والاختراع
لا زال محمود الخصا ... ل ودام مشكور المساعي
فإليكها ابنة خاطر ... أصفى من الذهب المماع
تزهو على درر النحو ... ر وتزدري ودع الوداعي
وعلى شهاب الدين من ... يهوى النزوع إلى نزاعي
مني تحية شيق ... مزج الخلاعة بالخلاع
فراجعه القاضي تاج الدين بقوله
إن همّ قلبك صين من ... برح الفراق بالانصداع
فالقلب قد غادرته ... شذراً بمعترك الوداع
أوهاجك الزجل الرعو ... د سرى وأصبح في اندفاع
وسمعت من نغماته ... رنات آلات السماع
فلقد رحلت بمقلة ... عميا وسمع غير واعي
ولئن يكن رق النسي ... م بما تجن من التياع
فبزفرتي اشتعل الهوا ... ء من العنان إلى اليفاع
كم قلت للقلب المص ... دع بالنوى جد بارتجاع
فأحال ذاك على انتظا ... م الشمل في سلك اجتماع
عهدي به لما ان اس ... تولت عليه يد الضياع
أضللته في موقف التود ... يع من دهش ارتياعي
ناشدتكم نشداته ... لي بين هاتيك الرباع
تحت المواطئ من مم ... ر صديقي الخل المراعي
بل سيدي وأخي هوى ... وجلالة وأخي وباعي
من أصبحت شمس العلا ... بسناه ساطعة الشعاع
فخر القضاة وفيصل الأ ... حكام في يوم التداعي
بحر العلوم فإن أفا ... د ترى له سعة اطلاع
قل للمحاول شأوه ... قصر خطا هذي المساعي
فأنظر لمرآة الزما ... ن وقد غدت ذات اتساع
لا غير صورة مجده ... فيها تراه ذا انطباع
يا محرزاً ببيانه ... قصب السباق بلا دفاع
وموشياً حبر البلا ... غة واليراعة باليراع
إني يحاكي وشيها ... بحياكتي ذات الرقاع
كان الحريّ بي اشتما ... لي ثوب صمتي وادّراعي