فما كان في الأكلمحة طرف. أو حلول حتف. وقد وضع على الباب الشريف. وسمع من أجنحة الملائكة حفيف. وتليت ولكنت أود أن أكون المصلى ولا أقول التالي في جمع ذلك الترصيف. فما ترك الرئيس لقباً من الألقاب التي يتنافس بها الصماصيم. ولا مكرمة من المكارم التي يتحامس بها القماميم إلا وحلاه بدره. وعله بدره. حتى كاد النهار أن ينتصف. والمقل أن تسح بالدموع وتكف. ومن عدم إنصاف الدهر الخون. إن لم يطف به سبعاً وهو الملك هذا لبيت مسنون. ثم ازدحم على رفع جنازته قاضي الشرع والساده. فذادوه عنها ورفعوه على أعناق السلاطين والقاده. وقلت في ذلك المقام. وعيناي تهمل ولا همول الغمام. يعز عليّ أن أراك على غير صهوه. وأن تنادي يا مرغم الأنوف ولا تجيب دعوه. وأن تحف بك الصفوف. ولا تدع لكرك فيها فجوه. فلطالما ضرعت لك السلاطين. وخضعت لك الأساطين. وارعدت الفرائص. وأوهنت القلائص. وحميت الحمى ولم يرعك جساس. واقتنصت حتى لم تدع شادناً في كناس. أو ليثاً في افتراس. فلله جدث ضمك وقد ضاقت الأرض عن علاك. ولله لحد علاك وقد اتخذت انعلك من السماك. وكيف بك تحل في الثرى فبالأثير ملعب جودك. والسدرة مضمار أسلافك والنبوة لحمة بردك. فلك بجدك في ارتقائك إلى العالم العلوي اسوه. ولنا بنقدك الجزع الذي لا يعقبه سلوه فأنت لقيت الحبيب. ولقينا بعدك ما يلقي الكئيب. فلك البشرى بلقيا ربك. ونرجو بك اللقيا على الكوثر وأنت فرح بثوابك وشربك. ثم يا عفيف لا تسأل عن نعش حفه الوقار. وتقدم الروح الأمين والملائكة الأبرار. وفوائح المسك الأذفر تنفح من كل جانب. كأنما ينفض من غدائر خرعوبة كاعب. وبالله أقسم أن طيبه نفحني وأنا في الخلوه. وهم في تجهيز تلك الذات على هاتيك العلوه. وحاصل ما أقص عليك من القصص. إنا أودعنا في كنف الرحمن ذلك القفص. وعدنا ونحن كما يقال شاهت الوجوه. حيارى ولا نعمل من نؤمله ونرجوه. وقد اطلحم قتام العثير. ودجا النقع حتى خيل لم يكن صبح اسفر. وحين هجوم هذا الخبر المهيل. كادت البلدان أن تنهب لولا تسهيل بعض السادات بأصعب فيه التسهيل. والنداء من الحاكم بالعافيه. والأعين قد امتلأت من الهاربين بالسافيه. وغلقت الأبواب. وانقطعت الأسباب. حتى والله كانت القيامة قد قامت. وحقت كريمة يوم يفر المرء والأنفس قد حامت. وحال بيني وبين الخلوة طرق طالما عهدته صاحب الربا. وسبيل وبيل صرت أقطعه وثبا. فكل من لاقيته لا يجيب. ومن كان من ورائي فكأنما هو طريد أو سليب. وبعد الدفن كثر القال والقيل. ونودي كما بلغكم وصليل السيوف منعنا المقيل. وزف المنادي عصبة مشهورة القواضب. معنونة الشوازب. والأسواق من السكان خاليه. فكأنما هي خود أضحت عاطلة بعد أن كانت حاليه. ودور مكة كأنها وابله أقسم دور البرامكه. وكأنا لم يتغزل فيها برهة كدار عاتكه. ولقد تذكرت فيها قينة الأمين. وقولها كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس غير الأنين. هذا وقد أطلت عليك ما ينبغي أن يقتصر فيه مع علو مكانك. ومشيد مبانيك في البلاغة وأركانك. والله تعالى يلهمك صبراً جميلاً. على هذا المصاب ويوليك أجراً جزيلاً. على فقد ذلك المليك المهاب. ولا يسمعنا وإياك بعدها صوت عزاء. ولا فقد أحد من الأعزاء. ولا يحملنا ما لا طاقة لنا به من مثل هذه الأرزاء. فوالرحمن لهو الرزء الذي كل رزء بالنسبة إليه أقل الأرزاء. والسلام. ومن انشائه أيضاً ما كتبه إلى جدي الأمير نصير الدين حسين قدس سره مراجعاً
أمولاي يا نجل خير البرايا ... ومن في العلوم إليه المصير