ومنه ما كتبه عن لسان الشريف المذكور أيضاً إلى السيد محمد بن الحسن القائم بالدعوة في الديار اليمنية وقد أجاد ما وشى. في هذا الانشا. ما روضة غناء جادها الغمام. وسجع على أفنانها الحمام. وتفتقت فيها كمائم الزهر. وتبخترت فيها نسائم السحر. وتمايلت أغصانها. وتمايدت أفنانها. وجرت في جداولها الأنهار. وشدت في خلالها بلابل الأطيار. بأطيب أرجا. وأطرب هزجا. من صفات مولانا حين تنفح روائحها. وترنم صوادحها. بأنه الذي أوتي من الكمال ما لوحظى به البدر لما سيم بالخسوف. أو الشمس لما تطرقت غليها أيدي الكسوف. وحاز من الشمائل ما لو حوته الشمول لما شينت بالتحريم. أو تمسكت بأذياله القبول لما فضلها النسيم. وحوى من الفضائل ما تشتت. وفصم قلوب الحساد وفتت. فكسيت أعطافه حلة الشرفين. وجمع بين طرفيها المستظرفين. فأضحي واسطة عقد آل بيت النبوة. ورابطة قضايا المكارم والفتوه. واعترف بالعجز عن أوصافه أرباب الفصاحة واللسن. مولانا الامام محمد بن الحسن. أدام الله سعوده. وجدد في معارج المعالي صعوده. اهداء نوافح السلام المبثوثه. وارجاء ركائب الشوق المحثوثه. فقد ورد الكتاب المحمدي الفائق بسبكه وصياغته. فآمنت به البلغاء ولا بدع في الايمان بالكتاب المحمدي وبلاغته. وكيف لا يفوق صنعاً. وهو من وشى صنعا. وموشيه البليغ الذي اعترف له خطيب عكاظ. ومنشيه الفصيح الذي استعبد حر المعاني ورقيق الألفاظ. ولعمري إنه لروض تفاوحت عباهره. وكست النسيم طيباً أزاهره. وسقت غرائسه أنهار الاخلاص. وزفت عرائسه في حبر الاختصاص. وجلاها على كفئها خير أب. بمقتضى ما أشار إليه مولانا من الاتحاد في النسب. والتحلي بحمد الله بفضيلته التي لا تكتسب. فيا حبذا ذلك الاتحاد والاتفاق. والتساوي عند الاستباق. شعر
ما بيننا يوم الفخار تفاوت ... أبدا كلانا معرق ومطوق
وهذا جرياً على مقتضى الظاهر وسياق الكلام. والافانك المقدم في محراب الجلالة تقدم الامام. والسلام.