فأهدي بعد أداء الفرض. من تقبيل الأرض. ثناء كالروض المجود. وسلاماً يتأرج منه الوجود. وأنهى ما من الله به سبحانه وتعالى بعد تلك الشدائد. من تداركه بجزيل فضله وجميل العوائد. وكان من أجل ذلك خبر سلامة مولانا وبقائه. رافلاً في مطارف عزه وارتقائه. والتباشر بقدومه ووصوله. وبلوغ المرام وحصوله. وطالما أجلسا الافهام. وأحلنا الأوهام. في سبب تأخير الوصول. فنقع بعد تحصيل الحاصل على غير محصول. لا سيما بعد أن صدرت إليكم الكتب الجالبه. ولكن مقادير الله تعالى هي الغالبه. والغائب حجته راجحه. ومحجته في التأنى واضحه. وإن سألتم عن حال الأولاد والعيال. فهم في أسر حال وأنعم بال. مشمولين بنظر سيدنا ومولانا الحرز المنيع. والكهف الرفيع. والمقام الباذخ. والمرام الشامخ. مولانا السيد رضوان. المقلد بمآثره جيد الزمان. أمتع الله الوجود بحياته. ولا أخلى من شريف ذاته. فإنه يا مولانا قد فعل الفعل الذي يبقى ذكره. ويؤرج الأرجاء نشره. وأربى على من سبقه من الكرماء الأوائل. وطار صيت ثنائه في العشائر والقبائل. لم يترك طريقاً من طرق الامكان إلا سلكه. ولا وجهاً من وجوه الاجتهاد إلا استدركه. وبذل فيما يعود نفعه عليكم الرغائب. والحاضر يرى ما لا يرى الغائب وبالجملة فقد سعي في أمركم سعي الأب الشفوق. في مصالح الولد البار البري من العقوق. فنسأل الله تعالى أن يخلد سعادته. ويؤيد سيادته. ويفتح له أبواب الخير ويقيه كل مكروه وضير. وإن سألتم عن المملوك فهو بحمد الله بخير وعافيه. ونعمة من الله ضافيه. بعد تقلب أحوال. وتغلب أهوال. وفيما قدمناه كفايه. لمن له سمع ودرايه. كتبت على عجل. والمسؤل من الله عز وجل. أن يجمع الشمل بكم على أحسن الأحوال. ويسمعنا عنكم ما يقر به البال. والسلام.
ومنه ما كتبه تقريظاً على تصدير وتعجيز لشيخ تقي الدين السنجاري. الآتي ذكره في هذا الفصل لقصيدة المتنبي التي مطلعها شعر