تشوقاً إلى تلك الذات. وتشوقاً إلى شهى تلك الفاكهة التي لا يعد لها شيء من اللذات وهذا تماد من المخلص مع أهل الظاهر خشية الانتقاد. وإلا فقد قضى امتزاجه بك أن يقول وهو أشعري العقيدة بالاتحاد.
أنا من أهوى ومن أهوى أنا ... نحن روحان حللنا بدنا
كيف أقول لمن هذه حالتي معه أوحشني. أم كيف أدعي شوقاً إلى من إذا أبصرني مبصر أبصره وإذا أبصره أبصرني. أم كيف يصح أن أسلك باطناً هذه الطريقه. فيمن إذا دعوت له كان الدعاء لنفسي في الحقيقه. فلا غرو إذاً إذا قلت أدام الله تقلبه في رياض السلامه. مع انتظام أحواله في سلك الاستقامه. وأحيا به رفات العلوم. ولا برحت أفنان أقلامه تثمر فنون المنثور والمنظوم. آمين. وبعد فقد وصل ما تفضلتم به من الفاكهه. التي أملت علي صفاتها ما سطرته في صحيفة المفاكهه. وذلك إن كمام طرفها تفتح عن ثمر مستوي الأول والآخر. تشتمل جملته على مضمر مباين للظاهر. جمعت بعض أفراده بين لوني الخجل والوجل. ودلت على بديع صنع الله عز وجل. طالما فارق وطنه عند ما لعب به الهوى. وانقاد لسلطانه مع ما في أحشائه من مرارة النوى. ربما أشكل على أرباب الهندسه. حيث خلق كروي الشكل وهو ذو أجزاء مسدسه. له فك وليس بحيوان. وفي القلب منه سر إذا قلب أدرك حقيقة الانسان باللسان. لا يغيب شيء منه عنك في سفرك وهو في أبان عدمه. وترى له أبداً شامة على رأسه واخرى تظهر أحياناً على قدمه. إن جوز ترخيمه النحوي فهو في يده بقى فرساً يمرح على رؤس الأصابع. وإن عكس صياغة لفظه اللغوي رأى منه السادس بغير سابع. وإن صوغ خرمه العروضي كان تصحيف باقيه آلة جماع وإن صير الحلاج كلا من حاشيتيه مكان الاخرى طاب على ما حشى به الاضطجاع. وإن تصرفت فيه بالذوق فسكر. ومن عجيب أمره إنه يؤنث المذكر. وترى حليلة آكله حصرم عنقودها لا يتزبب. فتطلب من حليلها الفراق وتتسبب. وله اسمان يقرا أحدهما طرداً وعكساً في الكلام. لأنه ثلاثي والمبتدا منه كالختام. فشكر الله تعالى فضل مهديها. وأدام بسطة يده التي ساقت مهراً لأبكار طال تعنيسها في فكر مبديها. والسلام. ومن إنشائه أيضاً خطبة نكاح خطب بها لعقد سلطان الحرمين زيد بن محسن على ابنة السيد حمزة ابن موسى بن بركات وهي الحمد لله الذي بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم هدى ورحمه. وفضل أمته بنص الكتاب فقال سبحانه كنتم خير امه. وميز من شاء منها بالمزايا التي اقتضتها الحكمة الالهية والقسمه. فاختص زيداً من الأمة بكونه أفرضها. وأملكه بذلك زمام الجلالة التي أسندها إليه وفوضها. واصطفى أهل البيت الذين اطلعهم في سماء الشرف زهراً. ونفحهم بعطر ريحانتي الروضة الزهرا. ثم اجتبى من أهل البيت آل الحسن والحسين. وخول محسنهم سيادة الدنيا وسعادة الاخرى ففاز بكلتا الحسنيين. فأحمده على أن جعل بيتهم الشامخ بيت القصيد. واصطفى منهم لحماية هذا البيت السراة الصيد. وحض على طلب ودادهم من عباده عجماً وعرباً. بآية قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى. وطهرهم من الرجس بنص الكتاب فتقدس باطنهم وظاهرهم. وألبسهم لباس التقوى فصدق إذ قال شاعرهم.
آل بيت النبي طبتم وطاب المدح ... لي فيكم وطاب الثناء
سدتم الناس بالتقوى وسواكم ... سوّدته الصفراء والبيضاء
ولا غرو إن أنشد لسان مفاخرهم مفاخرهم من الورى
هم الأولى إن فاخروا قال العلى ... بغى امروءٌ فاخركم عفر الثرى
هم الذين جرّعوا من ما حلوا ... أفاوق الضيم ممرات الحسا
إذا الأحاديث انتضت أبناءهم ... كانت كنشر الروض غاداه الندى
لا يسمع السامع في مجلسهم ... هجراً إذا خالطهم ولا خنا
عمر الله بوجودهم الوجود. وخلد فيهم ملك أسلافهم الموروث عن آبائهم والجدود. شعر
آمين آمين لا أرضى بواحدة ... حتى أضيف إليها ألف آمينا