لا تخيب أملي يا سيدي ... لذنوبي ولسوء الأدب
فأنا عبد مسيىءٌ مذنب ... مستقيل عثرتي فاستجب
ولك الحلم الذي تياره ... لم تكدره ذنوب المذنب
قل أجبنا غير مأمور فيا ... خيبة المسعى إذا لم تجب
وشفعنا وقبلناك وقد ... جاءك البر ونجح المطلب
وافض ما في النفس لي من ارب ... لم أزل من شانه في تعب
وصلاة الله مع تسلمه ... أبداً في سبب معتقب
يستهلان على سوحك ما ... عقب الصبح ظلام المغرب
وعلى آلك والصحب الأولى ... أسسوا دين الهدى بالقضب
وقوله مادحاً شريف مكة المشرفة الشريف ادريس بن الحسن لما عرض له في وظيفة الخطابة بالمسجد الحرام والبسه القفطان يوم مباشرته لها وذلك لتسع عشرة خلون من شهر رمضان عام ثمان وعشرين وألف
زها بك دست الملك والتاج والعقد ... غداة إليك الحل أصبح والعقد
مطاعاً بعطف الله بعد رسوله ... أولى الأمر فالعاصي لأمرك مرتد
أبا شرف ادريس منتخب العلى ... أبا الشرف الوضاح غيرك والمجد
لقد حظيت شمس الخلافة بدرها ... فقارنها في الأوج والطالع السعد
قنصت العلا بالراغبية واللهي ... هما شركاها لا الأماني والوعد
وقمت بملك ما لغيرك حمله ... منال المهاوي ليس تدركه الرّبد
وشرفت دست الملك حين حللته ... ومرقاتك المرقال والفرس النهد
فكنت به ادريس ادريس اذرقي ... مكاناً علياً خصه الصمد الفرد
وكنت ولم تفتن سليمان إذ دعى ... فأوتيت ما لا ينبغي لفتى بعد
وما لم ينله غير آبائك الأولى ... ربوع الندى شادوا وأنف العلا شدوا
ملوك هم الأنياب للملك والسوى ... إذا نسبوا كانوا الزوائد أو عدوا
تولوا وأفضى ملكهم لمحجب ... تصادم تيجان الملوك إذا يبدوا
تأخر عصراً فاستزاد من العلى ... كما زاد بالتأخير ما تُرغم الهند
وأصبح عطلاً جيد من رام عقدها ... سواء وأضحى يستضيء به العقد
تفرد طود الملك بالمجد جامعاً ... مزاياه فهو الجامع العلم الفرد
رأى أن عدته خلت منه خلة ... فصيره قصراً عليه فلا يعدو
فيا ملكاً بالفضل أذعن ضده ... وما الفضل إلا ما أقربه الضد
بك الدست يزهو يوم سلمك والبرد ... ويوم الوغي يزهو بك السرج والسرد
وما زلت في حاليك سلما وضده ... عليك رواق المجد يرفع والبند
فيشقى بك الجاني ويسعد مخفق ... ويأمن مطرود وترهبك الأسد
إذا بيت الأعداء أمراً تضاءلت ... لدى خطبه الآراء واستتر الرشد
وترّت قويم الفكر قوساً لوترهم ... من العزم لم يكهم له أبداً حد
وقدت من القود الجياد مقاتباً ... إذا طلبت يدنو بتقريبها البعد
وغلى إلى الأعناق أيدي بطشهم ... من الرعب جيش لا تشام له جند
فأحياؤهم في الأرض موتى كأنها ... عليهم وقد ضاقت بما رحبت لحد
سجايا أبيّ لايجار طريده ... ولا راع يوماً جار عقوته طرد
مليك هو الطود الأشم للائذ ... هو البطل الطعان والأسد الورد
جواد له في المال ثروة ثائر ... تحكم في الجاني واحفظه الحقد
طوت نحوه بالوقد كل تنوقة ... نجاة بخد الأرض من وخدها خد
وجاد فلم تفقد مراماً بجوده ... فقل عوضاً عن جاد قد فقد الفقد
هو البحر عذب للموالي والعدا ... عذاب لهم من لجه الجزر والمد