للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو الغيث يهمي للولي وليته ... فينبت إلا أن منبته الحمد

ويعدو العدا وسميّ هامي ربابه ... وتبلغها منه الصواعق والرعد

أخا الجود قد قلدت جيدي ودون ما ... لقلدت أعناق المطامع تنقد

وامطيتني من كاهل العز مركباً ... تريني ذكا كالغور صهوته النجد

فقمت خطيباً في المحافل بالثنا ... وبالشكر اتلو ذا وذاك به اشدو

ينافسني قوم شأوت وقصروا ... وما كظليع ظالع خلفه يعدو

وينحس منهم در لفظي زعانف ... فوا عجباً من أين للنقد النقد

سماء سماة الفضل لفظي نجمها ... ولم يخفه إن لم ترى ضوءه الرمد

وني لما خوّلت أهل ولم أكن ... كقول حسود إنما أسعد الجد

ولست به لا غير أسمو وإن يكن ... هو الفخر يوم الفخر والشرف العد

ولكن بنفسي والعبودية التي ... بها شرف الآباء من قبل والجد

وإني لأرجو منك ما نال من مضي ... ولا عجب أن عز بالسيد العبد

بقيت بقاء الدهر فينا مملكاً ... بك التاج يزهو والغلائل والبرد

وقوله مادحاً سلطان الحرمين الشريفين. الشريف محسن بن الحسين. في سنة تسع عشرة وألف بقوله

لقد جرى بالذي تختاره القدر ... فمر بما شئت إن الدهر مؤتمر

وضر من شئت وانفع من تشاء ففي ... أكفك الواكفان النفع والضرر

والدهر من جيشك المنصور قائده ... القى يد السلم خوفاً وهو يعتذر

فاغفر جنايته العظمى لتوبته ... إن العظيم عظيم الذنب يغتفر

وقد أتى معلناً عن جرمه ملكاً ... يطوي انتقاماً ويعفو وهو مقتدر

ذاهيبة راب ريث الدهر فانقلبت ... تغزو عداه صروف الدهر والغير

وسطوة تترك الآساد واجمة ... لم يفر من رعبها ناب ولا ظفر

به تبلج صبح الملك وابتسمت ... ثغوره ودياجي الخطب يعتكر

وأصبح الدست معموراً وكافله ... ملك به أضحت الأملاك تفتخر

أخباره استصغرت أخبارهم عظماً ... كما برؤيته يستصغر الخبر

ليث إذا خط سطراً نصل قاضبه ... مالت لتعجمه الخطية السمر

كأنه لاعب يرمي الرؤس به ... بالصولجان وتلك الأرؤس الأكر

ما كرّ بعد ورود الحرب قط وهل ... يكر من ليس من وزر له صدر

ولم يفر وهل يدنو الفرار فتى ... بالعزم مدرع بالنصر معتجر

فتى له جيش عزم قد أحاط من الس ... ت الجهات به التأييد والظفر

نمى إلى دوحة للملك زاكية ... قد طاب عنصرها والفرع والثمر

أغر ثبت الجنان الفارس البطل الل ... يث الهمام الشجاع الصارم الذكر

القائد الخيل إن رامت مدى وضعت ... في خطوها يدها حيث انتهى البصر

من كل أدهم يكسي من دم حللاً ... كأنه بلظى الهيجاء يستعر

وكل أشهب محجول قوائمه ... أغر أبلق ما في باعه قصر

وكل ظرف يدك الصخر حافره ... وطأ تطاير من صدماته الشرر

كأنما تطرد الأقدام أيديها ... فلا تقر ولم يلحق لها اثر

تخال تصهالها رعداً يزمجر في ... سحاب نقع مثار برقه البتر

مهذبات إذا ثار الوغى استعرت ... لا بالعنان ولا بالشكل تنحجر

عليهم الأسد فرساناً مصوّرة ... تطيعهم كيفما شاؤا وتنزجر

من كل شهم شديد البأس متصل ... كالسهم إن ثارت الهيجاء يبتدر

وكل أصيد مرّ الجد ذي جلد ... ما مسه سأم فيها ولا ضجر

<<  <   >  >>