مرقدنا» و {هذا صراط عَليّ مُسْتَقِيْمُ} و «عَلَيٌّ مُسْتَقِيْمٌ» قرأ به ابن سيرين، و «كُلًّا سَيَكْفُرُوْنَ» قرأ بذلك أبو نهيك. و «من تَحْتِها» وقد ذَكَرتُهُ.
وقولُه تَعَالَى: {خَيْرٌ مَّقَامًا}.
قرأ ابنُ كَثِيْرٍ: «خَيْرٌ مَّقَامًا».
والباقون يَفتحون، فالمُقامُ، الإِقامةُ. يقال: طال مُقامِي بالبلدِ، وأَقمتُ بالبلدِ مُقامًا، وإقامةً. والمَقَامُ - بالفتح - كقولِهِ تَعَالَى: {مَقَاْمُ إبْرَاهِيمَ}.
فأمَّا قولُه في الأحزاب: {لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا، } فقرأها عاصمٌ في روايةِ حفصٍ بالضَّمِّ. والباقون يَفْتَحُون.
وقولُه في الدُّخان: {مَقَامٍ أَمِينٍ}. فضمها نافعٌ، وابنُ عامرٍ، والباقون يفتحون.
فإنْ قيلَ لك: بمَ انتصبَ {خَيْرٌ مَّقَامًا}؟
فقيل: عَلَى التَّمييز، كما تَقُولُ: هُوَ أحسن منك وجهًا.
وقولُه تَعَالَى: {وَأَحْسَنُ نَدِيًّا}.
النَّدىُّ والنَّادِي: المَجْلِسُ. قَالَ الله تَعَالَى: {وَتَأْتُوْنَ فِيْ نَادِيكُمُ المُنْكَرَ} قيلَ:
المُنْكَرُ: مضغُ العِلْكِ، وحل الإزار، والضَّحِكُ، والضُّرطُ، والخَذْفُ بالحَصَا، والاستبال عَلَى الطُّرق. والرَّجُلُ المُنادِيْ: المُجالِسُ يُقالُ: فلانٌ يُنَادِيْ المُلُوكَ أي:
يُجالِسُهُمْ، قَالَ زُهَيْرٌ:
وجارُ المَيْتِ والرَّجُلُ المُنَادِي ... أَمَامَ الحَيِّ عَهْدُهُمَا سَوَاءُ
والمُنادى: النَّبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من قولِهِ تَعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ المُنادٍ} وقيلَ: هُوَ إسرافيل.
وقولُه تَعَالَى: {أَثَاثًا وَرِءْيَا}.
قرأ نافعٌ وابنُ عامرٍ: «وَرِيًّا» بغيرِ همزٍ، والباقون يَهْمِزُوْنَ.
وأمَّا قراءةُ نافعٍ برواية قَالون وابنُ عامرٍ برواية ابن ذاكوان فبالهمز أيضًا فمَنْ هَمَزَ فمعناه: المَنْظَرُ الحَسَنُ، فقيل من الرُّؤية، ومَن لم يَهْمِزْ فله حجتان:
إحداهما: أن يكونَ أرادَ الهمز فترك، كما قرءوا «خَيْرُ البَرِيَّة»، والأصلُ: بريئة.
والحُجَّةُ الثَّانِيَةُ: أن تأخذه من الرَّيِّ، وهو امتلاءُ الشَّبابِ، والنَّضارةُ أي: ترى الريّ في وُجُوْهِهِمْ. تَقُولُ العربُ: قد تجَبَّرَ في وجهه ماءُ الشَّباب.