للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيها قراءةٌ ثالثةٌ: قراءةُ سَعِيْدٍ بن جبير: «أَثَاثًا وَزِيًّا» جعله من الزِّيِّ. أنْشَدَني ابنُ دُرَيْدٍ:

أَهَاجَتْكَ الضَّغَائِنُ يَوْمَ بَانُوا ... بِذِي الزِّفِّ الجَمِيلِ مَنِ الأثاثِ

والأثاثُ: متاعُ البَيْت، وجمْعُهَا آثِثَةٌ. وقد يجوزُ آثاث، وأُثُثٌ.

وحدَّثَنِي ابنُ مجاهد، عن السمري، عن الفراء، قال: يقال أثَّثْتُ الجارِيَةَ: إذَا زَيَّنْتُهَا. وأَبرقتِ الجاريةُ وأَرعدت: إذَا تَزَيَّنَتْ. والزِّيُّ لا يُثنّى ولا يُجمع؛ لأنَّه كالمَصدرِ، وزعنفها مثله. وتَرَمْنَعَتْ وتَزَتَّتَتْ، وأنشد:

إنَّ فَتَاةَ الحَيَّ بِالتَّزَتُتِ

وقولُه تَعَالَى: {مَالًا وَوَلَدًا}.

قرأ حمزةُ، والكِسَائِيُّ بالضَمِّ في ستةِ مواضعٍ، أربعةٌ في مريم وفي الزّخرف وفي نوح.

وقرأ ابنُ كثيرٍ، وأَبُو عَمْروٍ بضم الّذي في نوح، وفتح الباقي. والباقون يفَتحون كلَّ ذَلِكَ.

واختلفَ النَّحويون في ذَلِكَ، فَقَالَ قومٌ: هما لُغَتَانَ الوُلْدُ والوَلَدُ مثل العُدْمُ والعَدَمُ والسُّقْمُ والسَّقَمُ. قَالَ الشَّاعرُ:

فَلَيْتَ فُلَانًا كان في بطن أمه ... وليت فلانا كان وُلْدَ حِمَارِ

وقال آخرون: الوَلَدُ واحدٌ، والوُلْدُ جمعٌ.

قولُه تَعَالَى: {تَكَادُ السَّمَاواتُ}.

قرأ نافِعٌ والكِسَائيُّ: «يكاد» بالياءِ.

والباقون بالتَّاءِ لتأنيثِ السَّماواتِ. ومَنْ ذّكَّر فشبَّهه بجمعِ المُؤَنَثِ مِمَّن يَعقِلُ كقوله: {وَقَالَ نِسْوَةٌ}.

وقولُه تَعَالَى: {يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ}.

قرأ ابنُ كثيرٍ ونافِعٌ والكِسَائيُّ بياءٍ وتاءٍ.

يتفطرن من تفطر تفَّطرًا فهو متفطِّرٌ.

وقرأ حمزةُ وابن عامرٍ في «كهيعص» مثلُ أبي عَمْروٍ، وفي {عسق} مثلُ ابنِ كثيرٍ.

وقرأ عاصمٌ في روايةِ أبي بكرٍ، وأَبُو عمروٍ «ينْفَطِرْنَ»، وهو الاختيار عندَ النَّحويين، لأنَّ الله تَعَالَى قَالَ: {إذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} ولم يَقُل تَفَطَّرت،

<<  <   >  >>