للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرا عاصمٌ ونافعٌ: «جِبِلًّا» بكسرِ الجيمِ، والباءِ، واللَّامُ مشددةٌ كقولِهِ: {وَالجِبِلَّة الَأوَّلِيْنَ} أي: كخلقهم وطبعهم.

وقرأ عِيسَى بْن عُمر «جُبُلًّا» بضمتين، وتَشْدِيدَين ومعناها كلها واحدٌ، والجِبِلُّ الخلقُ والخليقةُ، تَقُولُ العربُ: قد عرفتُ نَجْرَ فُلانٍ ونِجَارَهُ ونِحَاسَهُ، ونُحاسه، ونَجِيْحهُ، وعَرِيْكَتَهُ، وحريكته، وسَلِيْقَتَهُ، وتَوزه، وتوسه، ونفسه، ونقيلته، وطانه، وطابه، وحُبْلَتَهُ، وجُبْلَتَهُ، وجُبْلَتَه، وخُبُلَتَه، وحُلَّه بمعنًى واحدٌ.

وقوله تعالى: {ومن نعمره ننكسه}.

قرأ حمزة وعاصم في رواية أبي بكر: «نُنَكِّسْهُ» مشددًا.

وقرأ الباقون: «نُنْكِسْهُ» مخففًا مثل نقتله، فَقَالَ قوم: هما لُغتان نكست، ونكَّست مثل رَدَدْتُ، وَرَدَّدْتُ. غير أنَّ رَدَّدْتُ مرةً بعدَ مرةٍ للتكثيرِ، وَرَدَدْتُ، مرةً واحدةً والمصدرُ من المخفف الرد، ومن المشدد والتَّرْدَادُ والرِّدِّيْدَي مثل الخِلِّيْفَى من الخِلَافَةِ، والظِّلَّيْلَي من الظَّلَالَةِ، قَالَ عُمرُ بْن الخطَّابُِ: «لَوْلَا الخِلِّيْفَى لأحبَبْتُ أَنْ أُؤَذِّنَ»، وقال أَبُو عَمْرو بْن العلاءَ: نَكَّسْتُ بالتَّشديد: أن ينكس الرجل من دابته، وننكسه: نَرُدَّهُ إلى أرذل العُمر: ففرَّق أَبُو عَمرو بينهما. وَيُقَال: نَكَسَ الرَّجُلُ فِي مرضه أي: أَثاب إلى العلَّة، وعادَ إليها، وهو النُّكس. قَالَ الشَّاعِر:

كَذَى الضَّنَا عَادَ إِلَى نُكْسِهِ

وأنْكَسَ مثل نَكَسَ، وقولُه تَعَالى: {واللهُ أَرْكَسَهْمْ بِمَا كَسَبُوا} أي: ردَّهم.

والنّكس: المعادُ المُرَدَّدُ. ونهى رَسُولُ اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عنْ الاستجْمَار بالرَّوْثِ لأنَّه نكس أي: رَجِيْعٌ.

وقولُه تَعَالى: أَفَلَاْ {تَعْقِلُوْنَ}.

قرأ نافعٌ بالتاءِ عَلَى الخطابِ.

وقرأ الباقون بالياءِ عَلَى الغَيْبَةِ.

وقولُه تَعَالى: {أنَّا حََمَلْنَا ذُرِّيَتَهُمْ}.

قرأ نافعٌ وابن عامر: «ذرياتهم» على الجمع إذ كان فِي المُصحف مكتوبًا بالألف.

وقرأ الباقون بالتوحيد: «ذريتهم» وكذلك فِي مَصاحفهم، وإنما كُسرت التاءُ فِي

<<  <   >  >>