للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان من السلف من ينهى عن الصلاة خلفهم، وينهى عن حكاية بدعهم؛ لأن القلوب ضعيفة، والشبه خطَّافة.

وكان سهل بن عبد الله التستري لا يرى إباحة الأكل من الميتة للمبتدع عند الاضطرار؛ لأنه باغ، لقول الله تعالى: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ﴾ [البقرة: ١٧٣]، فهو باغ ببدعته (١) [١].

وكانوا يطردونهم من مجالسهم، كما في قصة الإمام مالك رحمه الله تعالى مع من سأله عن كيفية الاستواء، وفيه بعد جوابه المشهور: "أظنك صاحب بدعة"، وأمر به فأُخْرِجَ (٢) [٢].

وأخبار السلف متكاثرة في النفرة من المبتدعة وهجرهم،

= أن يتركها أهل الفضل والمكانة، من أجل أن يحذر الناس مما لدى هؤلاء من المعاصي والبدع، فقد ترك النبي الصلاة على قاتل نفسه، وعلى الغال، وعلى من عليه دين، وأذن لأصحابه بأن يصلوا عليه، من أجل أن يحذر الناس من فعل هؤلاء.

(١) قوله: "وكان سهل بن عبد الله"، ذكر المؤلف رأي سهل بن عبد الله في أكل المضطر المبتدع من الميتة، وهذا اجتهاد منه ، وقد لا يوافقه غيره في هذا.

(٢) قوله: "وكانوا يطردونهم من مجالسهم .. "، وقد أمر الإمام مالك بإخراج من سأل عن كيفية الاستواء.


[١] تفسير الثعلبي ٢/ ٤٦، وتفسير البغوي ١/ ١٨٤.
[٢] شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ٣/ ٣٩٨، حلية الأولياء ٦/ ٣٢٥، الأسماء والصفات للبيهقي ص ٤٠٨.

<<  <   >  >>