والإغراء بالخيالات، والإدهاش بالكرامات، ولحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف، وما وراء ذلك إلا وحم البدعة ورهج الفتنة، يغرسها في فؤادك، ويعتملك في شراكه، فوالله لا يصلح الأعمى لقيادة العميان وإرشادهم.
أما الأخذ عن علماء السنة، فالعق العسل ولا تَسَل (١).
وفقك الله لرشدك، لتنهل من ميراث النبوة صافيًا، وإلا فليبك على الدين من كان باكيًا.
وما ذكرته لك هو في حالة السَّعة، والاختيار، أما إن كنت في دراسة نظامية لا خيار لك، فاحذر منه مع الاستعاذة من شرِّه باليقظة من دسائسه على حد قولهم:"اجْنِ الثمار وأَلْقِ الخَشَبَةَ في النار"، ولا تتخاذل عن الطلب، فأخشى أن يكون هذا من التولي يوم الزحف، فما عليك إلا أن تتبين أمره، وتتقي شره، وتكشف ستره (٢).
(١) قوله: "أما الأخذ عن علماء السنة فالعق العسل ولا تَسَلْ"، لأن عندهم ميراث النبوة قد أخذوه، وعندهم السنة والتوحيد.
(٢) قوله: "وما ذكرته لك هو في حالة السعة والاختيار": أي ما سبق في القسم الأول: وهو من يختار شيوخه.
القسم الثاني: من كان في دراسة نظامية، وبالتالي يُلْزَم بأن يدرس على هذا المبتدع، فحينئذ يدرس الإنسان عليه وينتقي معلوماته، ويقارنها، ويتيقظ من دسائسه، ولا يقول الإنسان: سأتوقف عن التعلم من أجل هذا المبتدع، والمؤلف يخشى أن يكون هذا من التولي يوم الزحف.