للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن النتف الطريفة أن أبا عبد الرحمن المقرئ حدث عن مرجئ، فقيل له: لِمَ تحدث عن مُرْجئٍ؟ فقال: "أبيعكم اللحم بالعظام" (١).

فالمقرئ رحمه الله تعالى حدث بلا غرر ولا جهالة؛ إذ بين فقال: "وكان مرجئًا".

وما سطرته لك هنا هو من قواعد معتقدك، عقيدة أهل السنة والجماعة، ومنه ما في "العقيدة السلفية" لشيخ الإسلام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني (م سنة ٤٤٦ هـ)، قال رحمه الله تعالى: "ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالأذان وقرت في القلوب ضرَّت وجرَّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرَّت، وفيه أنزل الله ﷿ قوله: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ [الأنعام: ٦٨] " (٢) ا. هـ.

وعن سليمان بن يسار: (أن رجلًا يقال له: صبيغ قدم المدينة، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر ، وقد أعد له عراجين

(١) قوله: "ولم تحدث عن المرجئي؟ "، أي ما يتعلق بالحديث عن المرجئ، قيل لأبي عبد الرحمن المقرئ: "لِمَ تحدث عن المرجئ؟ قال: أبيعكم اللحم بالعظام"، يعني أترك اللحم الذي تستفيدون منه، ثم أحدثكم بالعظام، أي أنني أوضح حاله وأكشف بدعته.

(٢) قوله: "ويبغضون أهل البدع .. "، ذكر المؤلف نقلًا عن الصابوني فيما يتعلق بمعتقد أهل السنة والجماعة في مثل هذا، وجماعة من الصحابة والتابعين.

<<  <   >  >>