للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من وراء الفقه (١): التفقه، ومعتمله هو الذي يعلق الأحكام بمداركها الشرعية.

وفي حديث ابن مسعود ، أن رسول الله قال: (نَضَّر الله امرأً سمع مقالتي فحفظها، ووعاها، فأدَّاها كما سمعها، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) [١].

قال ابن خير رحمه الله تعالى في فقه الحديث: "وفيه بيان أن الفقه هو الاستنباط والاستدراك في معاني الكلام من طريق التفهم، وفي ضمنه بيان وجوب التفقه، والبحث على معاني الحديث، واستخراج المكنون من سرِّه" [٢].

وللشيخين؛ شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمهما الله تعالى، في ذلك القدح المعلى، ومن نظر في كتب هذين الإمامين، سلك به النظر فيها إلى التفقه طريقًا مستقيمًا (٢).

(١) فقول المؤلف: "من وراء الفقه التفقه، فمنشأ حصول الفقه عندك هو التفقه، والتفقه والفقه هو الذي يجعلك تعلق الأحكام الشرعية بأدلتها وبعللها، وهو هذا الفقه الذي هو تعليق الحكم بدليله، وهو الداخل في قول النبي : (رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، فالفقه هو الاستنباط، يعني: استخراج الحكم من الدليل، وهو التدقيق في معاني الكلام والفهم، يعني استخراج الفوائد من الكلام، وفي ضمن هذا الحديث أن التفقه واجب للحاجة إليه، والتفقه يكون بالبحث في معاني الحديث كتابًا وسنة، مما يدخل في التفقه، فمن معاني التفقه استنباط الفوائد، واستخراج الأحكام من الأدلة.

(٢) قوله: "وللشيخين في ذلك القدح المعلى"، ما هو القدح؟ السهم الذي يُدْرك محل السبق، وبعضهم يقول: هو الريش التي تكون في السهم أو في مقدمته. =


[١] أخرجه أحمد (٤١٥٧)، والترمذي ١٠/ ١٢٤، وابن ماجه ١/ ٨٥.
[٢] فهرسة ابن خير ص ٩.

<<  <   >  >>