للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا طريق وضعي اصطلاحي، بل إن سئل عن شيخه؟ قال: الرسول. وعن طريقه: قال: الاتباع. وعن خرقته؟ قال: لباس التقوى. وعن مذهبه؟ قال: تحكيم السنة. وعن مقصده ومطلبه؟ قال: ﴿يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الأنعام: ٥٢]، وعن رباطه وعن خانكاه؟ (١) قال: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ﴾ [النور: ٣٦ - ٣٧]، وعن نسبه قال:

أبي الإسلامُ لا أَبَ لي سِوَاهُ … إذا افْتَخَرُوا بقيسٍ أو تميمِ

وعن مأكله ومشربه؟ قال: "ما لك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها، ترد الماء، وترعى الشجر، حتى تلقى ربها".

واحسرتاه تقضى العُمْر وانْصَرَمَت … ساعاته بين ذُلّ العَجْز والكسل

والقوم قد أخذوا دَرْبَ النَّجَاةِ وقد … ساروا إلى المطلب الأعلى على مَهَلِ

ثم قال: قوله: "أولئك ذخائر الله حيث كانوا"؛ ذخائر الملك ما يخبأ عنده ويَذْخره لمهماته، ولا يبذله لكل أحد، وكذلك ذخيرة الرجل: ما يذخره لحوائجه ومهماته. وهؤلاء؛ لما كانوا مستورين عن الناس بأسبابهم،

(١) قوله: "وعن خانكاه و (الرباط) "، هذه مواطن تجعلها بعض الطوائف محالًا للعبادة أو للتقرب لله، وحينئذ نحن لا نلتفت إلى هذا، ونذهب إلى بيوت الله، إلى المساجد.

كذلك لا ينبغي أن يكون ولاؤنا وتحزبنا لزيد من الناس مهما كانت منزلته، إنما نتحزب لكتاب الله ولسنة نبيه .

<<  <   >  >>