للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن دقيقه ما أسنده الذهبي في ترجمة عمرو بن الأسود العنسي المتوفى في خلافة عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى: "أنه كان إذا خرج من المسجد قبض بيمينه على شماله، فسئل عن ذلك؟ فقال: مخافة أن تنافق يدي".

قلت: يمسكها خوفًا من أن يخطر بيده في مشيته، فإن ذلك من الخيلاء. ا. هـ.

وهذا العارض عرض للعنسي رحمه الله تعالى.

واحذر داء الجبابرة (الكِبْر)، فإن الكِبرَ والحرص (١) والحسد (٢) أول ذنب

= في شيء، وهكذا أيضًا فيما يتعلق بأنواع الألبسة، فقد نلبس لباسًا في عصرنا الحاضر لكن هذا اللباس ليس معتادًا في زمان آخر، عندك مثلًا: كان أهل الزمان الأول يسيرون بهذه البشوت، يلبسها الصغير والكبير، ويلبسها العامي، ولا يتركها أحد، ففي ذلك الزمان لا يعد لبسها من الخيلاء في شيء، لكن في زماننا هذا اقتصر لبسها على المناسبات العامة، أو على العلماء ليعرفهم الناس، فحينئذٍ ويكون لبسها من غيرهم في غير المناسبات نوع خيلاء.

(١) قوله: "واحذر داء الجبابرة وهو الكِبر، فإن الكِبرَ والحرص"، الحرص: الإسراع بالنفس من أجل طمع.

(٢) قوله: "والحسد"، المراد بالحسد تمني زوال النعم التي أنعمها الله على الغير، هذه الأمور من الحسد والكبر أول ذنب عصى به إبليس ربه، هكذا يقرره طائفة من العلماء.

لأن آدم حسده إبليس، وتكبَّر إبليس، حيث قال: كيف أسجد لمن خلقت طينا؟ من كان مخلوقًا من النار كيف يسجد لمخلوق من الطين؟ وقول المؤلف: فتطاولك من أمثلة الكبرياء المذمومة شرعًا"، التطاول على المعلم كبرياء، المراد بالتطاول: الترفع عليه، ومضادة كلامه، ورفع الصوت عليه ونحو ذلك، هذا يُعَدُّ من الكبرياء.

<<  <   >  >>