للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل تحديد له، وهل اللباس إلا وسيلة من وسائل التعبير عن الذات؟! (١).

فكن حذرًا في لباسك، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك (٢)، في الانتماء والتكوين، والذوق، ولهذا قيل: الحلية في الظاهر (٣) تدل على ميل في الباطن، والناس يصنفونك من لباسك، بل إن كيفية اللبس تعطي للناظر تصنيف الناس من: الرصانة والتعقل؛ أو التَّمَشْيُخ والرهبنة؛ أو التصابي وحب الظهور (٤).

(١) قوله: "وهل اللباس إلا وسيلة من وسائل التعبير عن الذات"، لذلك من وجدته يلبس أنواعًا من الألبسة حكمت عليه من مجرد لباسه.

(٢) قوله: "فكن حذرًا في لباسك، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك"، فالناس يحكمون عليك من خلال ما تلبسه، سواء في انتمائك إلى من تنتمي؟ وكذلك في تكوينك؛ ما هي شخصيتك؟ يعرفونها من اللباس، وكذلك في ذوقك، فيعرفون ما هو ذوقك، وما الذي تشتهيه وما لا تشتهيه من خلال رؤية لباسك؟ وانظر إلى نفسك كم من شخص بمجرد رؤيته الظاهرة ارتاحت نفسك إليه؟ وكم من شخص بمجرد رؤيته الظاهرة اشمأزت نفسك منه وابتعدت عنه كل الابتعاد؟ وهذا تجدونه في نفوسكم.

(٣) قوله: "ولهذا قيل: الحلية في الظاهر"، ما تظهره من حليتك ولباسك.

(٤) قوله: "تدل على ميل في الباطن، والناس يصنفونك من لباسك، بل إن كيفية اللبس تعطي للناظر تصنيف الناس"، نحن نلبس جميعًا هذه الكوفية - الغترة - ومع ذلك يحكم الناس علينا بأحكام مختلفة لطريقة اللبس، فهذا يصفونه بالعقل والحكمة، وهذا يصفونه بالطيش من مجرد لبسته لهذا النوع من أنواع اللباس، وهكذا أيضًا بلباسك يحكمون هل أنت شيخ؟ هل أنت ممن يقبل على الخير؟ أم أنت ممن يقبل على الشر؟ هل =

<<  <   >  >>