= وسنة، من عرفها تمكن من تأسيس علم صحيح، ومن لم يعرفها فإنه حينئذ سيعرف شيئًا من المعلومات يسيرًا لا كلها، وبالتالي لا يكون قد وصل إلى مقصود الشرع ومراده.
الأمر السادس: وهو أن يحرص الإنسان على اختيار الكتب والمؤلفات التي يعرفها الناس في بلده، ويكون لها مكانة في ذلك البلد، من أجل أن يتمكن من ضبطها، ومن أجل أن يكون ذلك سبيلًا لنشرها في الأمة، ومن أجل اجتماع كلمة الناس من خلال تعلمهم في كتب متقاربة، وأما إذا درسنا كتبًا لا يعرفها الناس، وجعلناها هي الأساس الذي ننطلق منه في التعلم، حينئذٍ نكون قد نافرنا بقية طلبة العلم، ولم نكن وإياهم على وفاق.
الأمر السابع: عدم الملل في التعلم، وقد أشرنا إلى هذا فيما سبق، فإن الإنسان إذا كان كلما قرأ كتابًا وانتصف فيه مل منه، وانتقل إلى كتاب آخر لم يتمكن من ضبط العلم.
الأمر الثامن: من الأمور التي ينبغي أن تُعْرَف هو عدم الخلط بين العلوم، وليس المراد به أن لا يتعلم الإنسان علمين في زمن واحد، في سنة واحدة أو في يوم واحد، وإنما المراد به ألا يدخل بعضهما في بعض في وقت واحد؛ لأن مصطلحات أهل الفنون تختلف، ومراد كل طائفة يغاير مراد الطائفة الأخرى.
الأمر التاسع: من الأمور التي ينبغي أن تكون عند طالب العلم: ألا يَدْخُلَ في الخلاف حتى يتقن أساس ذلك الفن الذي يدرسه؛ لأنك إذا دخلت في الأقوال، وفي الأدلة وأنت لم تحط بالمراد بهذه المسائل، فحينئذ ستنزل كلامهم على غير مرادهم، ولن تتمكن من فهم هذه المسألة.
الأمر العاشر: ينبغي أن يعلم بأن التعلم في الكتاب لا يعني العمل به، فطالب العلم يتعلم ما في هذا الكتاب، لكنه عند العمل يسأل فقهاء عصره إن لم يكن مجتهدًا، وإن خالف الاجتهاد والفتوى ما في ذلك الكتاب فإنه يسأل عن سبب المخالفة؛ حتى يحيط بالقولين، ويعرف مستند كل منهما.