"من لم يتقن الأصول، حُرِمَ الوصول"(١)، و "مَنْ رَامَ العِلْمَ جُمْلَة، ذَهَبَ عنه جُمْلَة"(٢)، وقيل أيضًا:"ازدحام العلم في السمع مضلَّة الفهم"(٣).
وعليه، فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فَنٍّ تَطْلُبُه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وآخذًا الطلب بالتدرج (٤).
(١) قوله: "من لم يُتْقِن الأصول حرم الوصول"، المراد بالأصول هنا: القواعد والأسس التي يتعلم الإنسان بناءً عليها، حرم الوصول، مراد أهل العلم: أن من لم يعرف قواعد التعلم ومراتبه فإنه لم يتمكن من الوصول لتحصيل العلم.
(٢) قوله: "من رام العلم جملة ذهب عنه جملة"، فمن أراد أن يحصل العلم كله في وقت واحد فإنه حينئذٍ سيذهب معه سريعًا، ولذلك ينبغي بالإنسان أن يقعد القواعد، ثم بعد ذلك يبني عليها فروع العلم.
(٣) قوله: "ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم"، فإن السمع كلما كان مصغيًا لأنواع التعليم مبتدئًا بالأقل فالأكثر، فإنه حينئذ سيفهم، وسينتقل من حال الجهل إلى حال العلم.
(٤) قوله: "فلا بد من التأصيل والتأسيس .. "، قالوا: التأصيل: معرفة الأصول، وهي القواعد التي ينبني عليها التعلم، والتأسيس يعني: معرفة الأسس التي ينبني عليها العلم، فالتأصيل معرفة قواعد التعلم هذا المراد هنا، والتأسيس: معرفة الأسس والقواعد التي يُبنى عليها العلم، وذلك بضبط أهل العلم، وبدراسة مختصرٍ على شيخ متقن لا بالتحصيل الذاتي وحده، وجدنا من حاول أن يحصل العلوم بنفسه دون الاستناد إلى شيخ وجدنا منه أمورًا كثيرة، منها:
أولًا: الخطأ في نطق الكلمات، فتجدهم لا يضبطون تشكيل الكلمة ضبطًا صحيحًا؛ وذلك لأنهم أخذوا الكتاب فقرءوا منه، فظنوا أن ما نطقوه هو الصحيح؛ لأن الكتب في =