للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان أبو حيان محمد يوسف الأندلسي (م سنة ٧٤٥ هـ) إذا ذُكِر عنده ابن مالك يقول: "أين شيوخه؟ ".

وقال الوليد: "كان الأوزاعي يقول: كان هذا العلم كريمًا يتلاقَّاه الرجال بينهم، فلما دخل في الكتب، دخل فيه غير أهله.

وروى مثلها ابن المبارك عن الأوزاعي.

ولا ريب أن الأخذ من الصحف وبالإجازة يقع فيه خلل (١)، ولا سيما في ذلك العصر، حيث لم يكن بَعْدُ نقط ولا شكل (٢)، فتتصحف الكلمة بما

(١) قوله: "ولا ريب أن الأخذ من الصحف وبالإجازة يقع فيه خلل"، الرواية بالإجازة نوع من أنواع الرواية، فالرواية لها مراتب:

المرتبة الأولى: أن يقرأ الشيخ والتلميذ يسمع عنه، وهذه يُقَال لها قراءة الشيخ.

المرتبة الثانية: أن يقرأ التلميذ والشيخ يسمع، فيُثْبِت سماعه أو يسكت، وهذه يُقَال لها القراءة على الشيخ، ويسميها بعضهم: العرض.

المرتبة الثالثة: الإجازة، بأن يَرْوِي عن كتبه التي أجاز له الرواية عنها، يقول: أُجِيزُ لك أن تروي عني الحديث الفلاني، فهذه الإجازة لم يسمع بها جميع الحديث، لا بقراءة الشيخ، ولا بقراءة التلميذ.

(٢) قوله: "ولا سيما في ذلك العصر؛ حيث لم يكن بَعْدُ نَقْط ولا شكل"، فإذا لم يتخذ الإنسان له شيخًا، فقد يقع في أخطاء بسبب تغير النقط أو بتغير التشكيل، فتَتَصَحَّف الكلمة بما يُحِيْلُ المعنى، ومن نماذج هذا، قرأ بعضهم: المؤمن كِيْسُ قُطْن، وصوابه: كَيِّس فَطِن، وقرأ الآخر: الحيَّة السوداء دواء من كُلّ داء، وصوابه: الحبة، من أين وقع؟ وقع الخطأ من عدم اختيار الشيخ الذي يُقْرَأ عليه.

<<  <   >  >>