للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَعَنْ رِوَايَةِ عائشة "اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ أَعْذْنِي مِنْ حَرِّ النَّارِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ" (١).

وعن رواية أبي هُرَيْرَةَ "سُبحانَ الله ثلاثًا وثلاثين مرة، والله أكبرُ مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، وَتَمَامُ الْمِائَةِ لا إله إلا الله وحده لا شَرِيكَ له له الْمُلْكُ وله الْحَمْدُ وهو على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (٢).

ولو أوردنا أسانيد هذه الأذكار أو استوعبنا ما ورد في هذا الباب لَأَطَلْنَا، ولم يكن رسول الله يجمع بينها جميعًا، ولكن كان يأتي بهذا وقتًا وبهذا وقتًا، واتباعه في الجميع حسنٌ، وحسنٌ أن يختار منها ما يليق بالوقت.

وفي قوله: "بِصَوْتِهِ الأَعْلَى" بيان أنه يستحب للإمام رفع الصوت بالدعاء ليسمع القوم فيتنبَّهوا ويوافقوه فتجتمع الهمم ويزداد رجاء الإجابة، وليُحمل قوله: "بِصَوْتِهِ الأَعْلَى" على العلى أو على الأعلى مما كان يأتي به، فالإسراف في رفع الصوت مكروهٌ خاصة عند الدعاء.

وقوله: "لَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ" أي: لا نخضع إلا له، ولا نطيع أو لا نوحِّد إلا إياه، كما قيل في قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ (٣).

"وَالثَّنَاءُ الْحَسَنُ" يُمكن حمله على الثَّنَاءِ البليغ في اللَّفظ والكامل في المعنى، وعلى الثَّنَاءِ الكثير، وعلى الثَّنَاءِ الصَّادر عن الإخلاص وحضور القلب، والمعنى: أنه مستحق لذلك.


(١) رواه النسائي (٣/ ٨٢).
(٢) رواه "مسلم" (١/ ٤١٨، ٥٩٧/ ١٤٦).
(٣) الفاتحة: ٥.

<<  <   >  >>