للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: "احْفَظِ الله فِي الرَّخَاءِ يَحْفَظْكَ فِي الشِّدَّةِ" أو "تَعَرَّفْ يَعْرِفكَ"

أي: تقرب إليه بأعمال البرِّ والمعروف في أوقات الدِّعة والأمن بحسن الطَّاعة وصدق الالتجاء إليه ليراعيك في نوبة الشِّدَّةِ والخوف ويعرف لك ما قدَّمت في الرخاء فيكشف عنك وينجيك.

قال تعالى في قِصَّةِ ذي النُّونِ : ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ (١) قيل معناه: فلولا أنه كان من المسبحين قبل نزول البلاء والتقام الحوت إياه ﴿لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ (٢).

ولذلك كان من آداب الاستسقاءِ أن يذكرَ كلُّ أحدٍ في نفسه ما عَمِلَ من خيرٍ فيجعله شافعًا.

فَأَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ في كُتُبِهِمْ مِنْهُمْ: أبو الْفَتْحِ محمد بن عبد الْبَاقِي بن سُلَيْمَانَ، عن أبي عَلِيٍّ الْحَدَّادٍ قال: ثَنَا أبو نُعَيْمٍ، ثَنَا أبو عَمْرٍو الْحِيرِيُّ، ثَنَا عبد الله بن محمد، ثنا إِسْحَاقُ بن إبراهيم، أَنَبَا النَّضْرُ بن شُمَيْلٍ، ثَنَا حماد بن سَلَمَةَ، عن سِمَاكِ بن حَرْبٍ، عن النُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ موقوفًا أو مرفوعًا إلى رسول الله أنَّ ثلاثة نفر ممن كان قبلكم ساروا في يومٍ فاشتدَّ عليهم الحرُّ فانطلقوا إلى غارٍ فانهدم الجبل فسدَّ عليهم باب الغار، قال: فقالوا: إنه قد نزل بكم أمرٌ عظيم فليخبر كل واحدٍ منكم بخيرِ عَملِه.

فقال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان وولد وامرأة ولي غنم، فكنت أبدأ بأبويَّ ثم أسقي امرأتي وولديّ فأعْتَمْتُ الغنم ذات ليلة حتي نام


(١) الصافات: ١٤٣.
(٢) الصافات: ١٤٤.

<<  <   >  >>