للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبواي فجئت فقمت على رءوسها وكرهت أن أوقظهما وولدي وامرأتي يقولون: اسقنا، فأبيت عليهم، فلم أزل كذلك حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك فافرُج عنا ففرج عنهم حتى أبصروا الشمس.

فقال الآخر لصاحبه: ما عملت، أخبر بخير عمل عملته.

فقال: اللهم إنك تعلم أني كان لي حائط فيه عنب وشجر فانهدم الحائط فجعلت الوحوش والسباع تأكله فأخذت أربعين أجيرًا كل أجير بأربعين درهمًا على أن يرفعوه في السماء كذا وكذا وأجعل يعني المال صررًا وأسميهم وأوفيهم، وكان فيهم رجل يعمل عمل رجلين، فقال: كنت أعمل عمل رجلين فيما أنا بآخذٍ هذه، فقلت: ما أنا بمعطيك غيرها فذهب فاشتريت بها بقرة فركبها الفحل فولدت بقرًا كثيرًا، ثم جاء الرجل يسأل أجره، فقلت له: خذها جميعًا فإنما أخذتها بدراهمك فأعطيتها إياه، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا من خشيتك فافرج عنا ففرج عنهم حتى جعل الرجل يخرج رأسه.

ثم قالا لصاحبهما: أخبر بخير عمل عملته.

قال: اللهم إنك تعلم أن أبي مات وترك مالًا ولي أخ فاحتوى على المال وتزوج امرأة جميلة وأنفق عليها فانطلقت أبتغي الخير وتوفي أخي واحتاجت امرأته فرجعت فجاءت، فقالت: إني قد احتجت فأنفق عليَّ وعلى بني أخيك، فقلت: إن أخي ذهب بمالي وماله ولست بمنفق عليك حتى تبذلي نفسك لي، فقالت: فائتني، قال: فبينما هي قاعدة عند السراج إذا هي ترعد، فقلت لها: ما يرعدك؟! فقالت: إن هذا العمل لولا الشقاء ما عملته.

فقال الرجل: أفلا أدعه أنا ولست أُكرَهُ عليه فتركتها، فإن كنت تعلم أني

<<  <   >  >>