للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولون ما بال النصارى تحبهم ... وأهل النهي من عربهم الأعاجم

فقلت لهم إنى لأحسب حبهم ... سرى في قلوب الخلق حتى البهائم (١)

وجميع فرق الشيعة يترضون على ابن فضلون اليهودي (٢) لقوله:

رب هب لي من المعيشة سؤلي ... واعف عني بحق آل الرسول

واسقني شربة بكف علي ... سيد (الأوصياء) بعل البتول

مع أن حب آل البيت غاية الأمر أنه عبادة، وقد اشترط لقبولها الإيمان لقوله تعالى {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له لكاتبون} وأيضا إن نجاة الكفار ودخولهم الجنة عند الشيعة محال كما سبق في العقائد، وقوله تعالى {ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}.

وكتعصبهم في تسمية أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - «الأمة الملعونة» (٣) ولم يلتفتوا إلى قوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس} ويلزمهم من ذلك أنهم ليسوا من أمة محمد، وإلا يلزمهم لعن أنفسهم وإخراج أهل البيت من الأمة.

وكترجيحهم لعن عمر وسائر الصحابة والعياذ بالله على ذكر الله وسائر العبادات، (٤) وقد ثبت في كتبهم أن لعن الشيخين - في كل صباح ومساء - موجب لسبعين حسنة. (٥) وقد قال تعالى {ولذكر الله أكبر}.


(١) نسبه الفتال إلى نصراني لم يصرح باسمه في روضة الواعظين: ١/ ١٦٧؛ وتبعه ابن شهرآشوب في المناقب: ٤/ ١٣٢
(٢) وابن فضلون اليهودي يعلم أن شيخه الأول ابن سبأ الذي اخترع عقيدة «لكل نبي وصي، وإن عليا وصي محمد - صلى الله عليه وسلم -»، ليبتدع في الإسلام ما ليس منه توطئة لإدخال الفساد على هذا الدين ومحاولة تغييره. ولو صدق ابن فضلون في دعواه حب علي كرم الله وجهه لدخل في الإسلام ولما بقى يهوديا، أما أن يمدح عليا ويبقى يهوديا فذلك لأنه تلميذ ابن سبأ وحامل رسالته.
(٣) أخرج الكليني وغيره عن سدير الصيرفي قال سمعت أبا عبد الله يقول: «ما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف ... ». الكافي: ٧/ ١؛ ابن بابويه، علل الشرائع: ١/ ٢٤٤.
(٤) ألف علي بن عبد العال الكركي - من مشاهير علمائهم مات سنة ٩٤٠هـ - كتابا في لعن الشيخين خاصة والصحابة عامة سماه (نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت)
(٥) أخرج العياشي عن زرارة عن أبي عبد الله أنه قال: «في تفسير قوله تعالى {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} قال من ذكرهما فلعنهما كل غداة كتب له سبعين حسنة ومحا عنه عشر سيئات ورفع عشر درجات». تفسير العياشي: ١/ ٣٨٧. وقد صرح المجلسي بأنها الشيخين كما في بحار الأنوار: ٣٠/ ٢٢٣.