والرابع: السنة وهو أن يقف على رؤوس الآي كما فعل رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - في رواية أم سلمة حتى قطع الفاتحة فقال:(الرَّحِيمِ)، (الدِّينِ) وهو قول أَبِي عَمْرٍو ومن قال بقوله.
والخامس: وقف البيان كما روى عن نافع ونصير (بِعَادٍ إِرَمَ) وقفا عليه؛ لأنهما لم يجعله (ذَاتِ العِمَادِ) نعتا وجعلوا (إرَمَ) قبيلة أو رجلا، ومن جعل (ذَاتِ العِمَادِ نعتا لم يقف وهكذا (إِن تَرَكَ خَيرًا) على قولهما يجعلان (الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) متعلقة بإجازة الورش ولا يجعلانهما منسوخة، والصحيح أنها منسوخة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا وصية لوارث (١) أو مخصصة.
والسادس: وقف التمييز كما ذكرنا في الفرق بين ما اختص به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من التوقير، وما اختص به اللَّه تعالى من التسبيح والحسن قد يسمى مستحسنا، ومن عرف هذه الجملة قاس عليهما، ولابد من أشياء يرجع فيها إلى الأستاذ لتعلم منزلته؛ لأن ما من عالم إلا قد صنف في الوقف والابتداء كنافع، ونصير، والعباس بن الفضل الرَّازِيّ وابن عيسى، وأبي حاتم والأنباري، والزَّعْفَرَانِيّ، والْأَخْفَش، وابن مهران، والعراقي وأنا في غير هذا الكتاب
(١) أخرجه أبو داود (٢٨٧٠)، والنسائي (٣٦٤١)، وابن ماجه (٢٧١٣)، وغيرهم.