بقلب فاذكر اللهَ خَفيًا ... عن الخلق بلا حرفٍ وقال وهذا الذكر أفضلُ كلّ ذكر ... بهذا قد جرَى قولُ الرّجال ولذلك اختار البعض الذكرَ القلبي؛ ولأن القلب محل نظر الغفار، وموضعُ الإيمان، ومعدنُ الأسرار، ومنبع الأنوار، وبصلاحه يصلح الجسد كلُّه، وبفساده يفسد الجسد كلُّه، كما بينه لنا النبي المختار - صلى الله عليه وسلم -. وقد روي ما يؤيد هذا المعنى عن عائشة رضي الله تعالى عنها "يفضل الذكر" أي الخفي "على الذكر" أي الجهري "بسبعين ضعفًا، إذا كان يوم القيامة، رجع الله الخلائق إلى حسابه، وجاءت الحفظة بما حفظوا وكتبوا، وقال الله تعالى: انظروا هل بقي لعبدي من شيء فيقولون ما تركنا شيئًا مما علمناه وحفظناه إلا وقد أحصيناه وكتبناه، فيقول الله تعالى: إن لك عندي حُسْنًا وأنا أجزيك به وهو الذكر الخفي" رواه البيهقي. وورد عن عائشة رضي الله عنها أيضًا: "الذكر الذي لا تسمعه الحفظة يزيد على الذكر الذي تسمعه الحفظة سبعين ضعفًا". رواه البيهقي باختصار. اهـ. كتبه محمد.