١٤ - مسألة: هذا الذي يقال إِن نَيْسان لسان الأرض هل هو صحيح.
الجواب: ليس هو صحيح؟.
[سيدا شباب الجنة وسيدا كهولها]
١٥ - مسألة: في الحديث: أن الحسن والحسينَ، سيدا شباب أهل الجنة، وأن أبا بكر وعمرَ، سيدا كهولِ أهل الجنة رضي الله عنهم هل هو صحيح أم لا وما معناه؟ وهل تُوفيا شابين أو كهلين؟.
الجواب: ثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحسَنُ والحُسَيْنُ سيدا شبابِ أهْل الجنة". رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما:"هذَان سيّدا كُهُولِ أهل الجَنَةِ مِن الأؤَلينَ والآخِرينَ إِلا النَّبِيّيِنَ وَالمُرْسَلِينَ"، رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وتوفي أبو بكر، وعمرُ، والحسن، والحسين، رضي الله عنهم، وهم كلهم شيوخ.
ومعنى الحديثِ: أن الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا كلِّ مَنْ ماتَ شابًا، ودخل الجنة، وأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما سيدا كلِّ من مات كهلًا، ودخل الجنة. وكلُّ أهلِ الجنة يكونون في سن أبناء ثلاثٍ وثلاثين، ولكن لا يلزم كون السيد في سن من يسودهم، فقد يكون أكبرَ منهم سنًا، وقد يكون أصغرَ سنًا، ولا يجوز أن يقال: وقع الخطاب حين كانا شابين أو كهلين، فإنَّ هذا جهل ظاهر، وغلط فاحش، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - توفي والحسن والحسين دونَ ثمانِ سنين، فلا يسميان شابين، ولأبي بكر فوق ستين سنة، ولعمرَ فوق خمسين سنةً، فكانا حالَ الخطاب "شيخين" فإن هذا الخطاب كان بالمدينة، وإِنما أقام بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرَ سنين، ولعل هذا الخطاب كان في أواخرها.